جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان'.
وإذا كان الواقع اليوم يؤكد أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء، فما السبيل إلى أن يتخلق المؤمن بأخلاق المؤمنين الأقوياء النافعين لأنفسهم ودينهم وأمتهم، القادرين على مقارعة الطغيان والفساد في الأرض و نصرة المستضعفين؟
وبالتأمل في الحديث النبوي السابق نجد فيه معالم الطريق إلى التخلق بأخلاق الأقوياء، وبالإشارة إلى الإيمان في التسمية فإن أول مفتاح من مفتاح قوة المؤمن هي تقوية إيمانه بالله، والحياة في معية الله واستشعار تقوى الله في كل صغيرة وكبيرة، والشعور بالمسؤولية عن الحياة التي وهبنا الله إياها وأهمية استثمارها على الوجه الأمثل.
والمفتاح الثاني من مفاتيح النجاح الذي حثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو الجدية وتحديد الهدف بالحرص على تحديد الهدف النافع وإعطائه الأولوية القصوى' احرص على ما ينفعك'.
والمفتاح الثالث الذي يحدده النبي صلى عليه وسلم للمسلم ليكون من المؤمنين الأقوياء هو الثبات والصلابة في الحق والقدرة على الموجهة وعدم الاستسلام للعجز أو الفشل في المراحل الأولى مع الاستعانة بالله' واستعن بالله ولا تعجز'.
والمفتاح الرابع للتخلق بأخلاق المؤمن القوي هو التحلي بالشجاعة في تحمل مسؤولية النتائج، والمغامرة المحسوبة مع الإيمان بالقضاء والقدر في حالة وقوع أي مصيبة فهذه طبيعة الحياة، من تهيب المخاطر يعيش أبد الدهر في ذل وهوان واستكانة لظروف الاستضعاف 'وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان '.