ينتهي واقع القمع وتكبيل الآراء ومنع الشارع من التنفس الطبيعي بالتعبير الحر عن قناعاته بانفجاريات قوية، فخنق الحريات العامة تصاحبه اليوم صرخات مكتومة' لا استطيع التنفس' ولكن هذه الصرخات ستتحول غداً إلى انفجارات لا يستطيع أحد أن يحبسها.
فالضغط يولد الانفجار كما تؤكد ذلك القوانين الطبيعية التي تصدق على الحياة البشرية الاجتماعية كما تصدق على الظواهر المادية، ولكن مشكلة الطغيان أنه لا يدرك هذه الحقيقة إلا بعد وقوع الكارثة، قد يتأجل الانفجار أو يعبر عن نفسه بأشكال مختلفة تنعكس سلباً على الحياة الاجتماعية و النفسية واللجوء إلى تغييب الوعي في عوالم الإدمان وغيرها ولكنه قد يحدث في لحظة فارقة لا يحسب لها الطغيان أي حساب ويظن أنه في مأمن وينسى قول الحق عز وجل 'ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار'
وإذا تأخر هذا اليوم في الدينا فإنما يعود هذا التأخير إلا إسراف الطغاة بالاجرام وإرادة الله باستدراجهم إلى ممارسة المزيد من الجرائم والفساد في الأرض حتى يأتي اليوم المعلوم'سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين'، وقد قيل: إذا رأيت الله عز وجل أنعم على عبد وهو مقيم على معصيته فاعلم أنه مستدرج .
وقد شاهدنا الانفجارات التي حدثت من قبل، ومع ذلك فمن استدراج الأقدار للطغيان اعتقادهم أن المزيد من الضغط سيحول بينهم وبين الانفجارات وهم لا يدركون أنه كلما زاد الضغط كلما كان الانفجار أقوى.
ولا يعني ما سبق أننا نرحب بهذه الانفجارات أو نتمناها بل نتمنى أن يعود الطغاة إلى رشدهم ويراجعوا سياساتهم قبل أن يحلوا قومهم دار البوار، ولهذا نقول لهم اليوم اسمعوا صرخة المواطن العربي' لا ستطيع أن أتنفس' قبل أن تسمعوها غدا بأسلوب أخر.