من الطبيعي أن يختلف الإقبال على القرآن في رمضان عن غيره من بقية الأشهر، فرمضان هو شهر القرآن الذي فيه أنزل، ولكن المرفوض أن تنحسر علاقتنا بالقرآن بعد إلى رمضان بصورة تدريجية حتى تصل إلى مرحلة الجفاء والهجران، فنفتقد دفقات تجديد الإيمان المنسابة من ينبوع كتاب الهداية الإلهية وغيث القلوب المؤمنة وقد روى البيهقي في شعبه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم 'إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: تلاوة القرآن وذكر الموت'.
فما أجدرنا بالحفاظ على وردنا اليومي من التلاوة ولو نقتصر على قراءة بضعة آيات مع التدبر فليس المهم كمية القراءة، ولكن المهم هو نوعية القراءة المتدبرة مع الاستمرارية، وبالحفاظ على ورد يومي قصير نستمتع فيه بتلاوة عطرة مع فتح نوافذ القلب وإصغاء الروح، وتأمل العقل وإرهاف الوجدان، نحافظ على صلتنا المتجددة بالله وبالذكر ونتجنب مصير من نسوا الله فأنساهم أنفسهم'وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ'.
وبالحفاظ على وردك اليومي تحافظ على علاقتك الطيبة بنبيك ورسولك، وتتحاشى أن تكون من ضمن هذا الشكوى 'وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا' ونعوذ بالله أن نكون من الهاجرين لكتاب ربهم ونسأل الله أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونبراس حياتنا وشفاء أمراض نفوسنا ورفيق دربنا ونور بصيرتنا.