رغم أن الوباء لم يطوي أوراقه بعد ويرحل، إلا أن مؤشرات التحسن البسيط بدأت تدفع إلى التخفيف من إجراءات الحجر، وهذه الفترة من الفترات الحساسة التي تستوجب التعامل معها بحذر ويقظة، ولا سيما في ظل ضبابية المشهد، ووجود مخاوف من كون الدافع الاقتصادي والخوف من انهيار الأسواق والشركات هو الدافع الرئيسي لتخفيف إجراءات الحجر.
وقد تحدث انتكاسات مؤلمة في ظل هذا الارتياب وخصوصاً بعد التقييد الطويل لحركة الناس ورغبة البعض في الانطلاق والاختلاط وتعويض الأيام الماضية.
وبطبيعة الحال فإن استمرار الوباء لا يمكن أن يتزامن مع استمرار الحجر بدون سقف زمني وسيدفع هذا للبحث عن أساليب للتعايش مع الوباء من خلال العودة التدريجية الحذرة إلى الحياة الطبيعية وهذه العودة ليست سهلة كما يتصور البعض بل إنها أكثر تعقيداً من الحجر وتستلزم جهود تربوية كبيرة في إعداد الناس للعودة الحذرة إلى الحياة الطبيعية مع التزام الكمامات والتباعد والحرص على النظافة.
ويمكن استثمار هذه العودة بهذه الطريقة وتحويلها إلى دورة تربوية للتربية على الضبط النفسي والاجتماعي والتحكم بالسلوك في الشارع وفي حركة الحياة اليومية الطبيعية مع أهمية أخذ تحذيرات الخبراء من إمكانية تفشي موجة ثانية من الوباء في حال عدم التزام إجراءات السلامة، وهذه التحذيرات تستلزم بالإضافة إلى الإجراءات الرسمية إجراءات تربوية وتوعوية للأفراد، وتحذير من الاندفاع للتواصل بعد حرمان فترة الحجر.