رمضان هو مدرسة تربية الإرادة على الصبر وتزكية النفس بالتقوى، وقد كان اقتران الصبر والتقوى من أهم عوامل النصر في معركة بدر الكبرى وفي جميع ملاحم الجهاد العظيمة، وكانا شرطا نزول المدد الإلهي قال تعالى'بَلَى إِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأتُوكُم مِّن فَورِهِم هَـذَا يُمدِدكُم رَبٌّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ, مِّنَ المَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ'
فمن ينتظر العون الإلهي وهو لا يبذل الجهد ولا يتعرض للأذى ويصبر عليه محتسباً ذلك عند الله لا يستحق هذا العون الخاص بأولي العزم من الصابرين المتقين'لَتُبلَوُنَّ فِي أَموَالِكُم وَأَنفُسِكُم وَلَتَسمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَمِنَ الَّذِينَ أَشرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ'
وطريق الصبر والتقوى هو طريق التمكين ووراثة الأرض و لو طال العناء فالعاقبة للمتقين الصابرين ' قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ استَعِينُوا بِاللّهِ وَاصبِرُوا إِنَّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ' 'إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصبِر فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ'
وطريق الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى هو طريق الفلاح في الدنيا والآخرة 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ' وطريق الصبر والتقوى وعدم استعجال النتائج واحتمال المكاره هو طريق التغلب على مؤامرات الأعداء وإفشال خططهم التي تراهن على زراعة اليأس في نفوس الدعاة إلى الحق أو دفعهم إلى مسالك متطرفة تتيح للأعداء تأليب المجتمعات عليهم' وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا' ' رَبَّنَا أَفرِغ عَلَينَا صَبراً وَثَبِّت أَقدَامَنَا ' 'ربنا افرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين'