إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

رمضان بين تقوى الصيام وهداية القرآن
تتوفر في أجواء الشهر الكريم أجواء إيمانية للتحفيز على قراءة القرآن تدفع الكثير من المسلمين إلى الإقبال على التلاوة  في هذا الشهر المبارك. ولا غرابة في ذلك، فرمضان هو شهر القرآن وما الصيام إلا احتفاء تعبدي بمناسبة نزول القرآن.
وثمة اقتران بين الصيام والقرآن، فالصيام يعمل على تحقيق التقوى،' كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون' وعندما تتحقق التقوى تتولد القابلية للاستفادة من هداية القرآن الكريم الذي يهدي إلى التي هي أقوم. ولكن من الذي يستفيد من هدايته؟ 'ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين' ومن هنا جاءت العلاقة بين الصيام والقرآن، فالصيام يحقق التقوى والتقوى تؤهلنا للاستفادة من هداية كتاب الله،، يقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى:' للمتقين '' أي الذين يحذَرُون من الله عز وجل عقوبتَه في تَرْك ما يعرفون من الهُدى, ويرجون رحمَته بالتَّصديق بما جاء به' فالذي يقرأ أوامر الله وتوجيهاته في القرآن الكريم بقلب فارغ من التقوى، فإنه يقرأ بلسانه ولا تلامس الكلمات شغاف قلبه، ولا يترجمها لعمل.
وعندما أشار القرآن الكريم إلى أن رمضان هو شهر القرآن فقد أكد في نفس الوقت على وظيفة هذا القرآن 'شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ' فالقرآن الكريم كتاب هداية، وعلينا إعادة النظرة في طريقة تلاوتنا للقرآن، وأن نتأمل هل نقرأه بقلوب عامرة بالتقوى تتوقف أمام النواهي والأوامر، وترهف سمع القلب للموعظة، أم نقرأه قراءة عابرة لنكتفي فقط بأجر التلاوة.