من الواضح أن أزمة كورنا ستترك بصمات قوية في جميع جوانب حياتنا الاقتصادية والصحية والاجتماعية والنفسية والتعليمية. وعندما نتحدث عن الحجر الصحي وآثاره الاجتماعية والنفسية تقفز إلى الذهن حالة التباعد الاجتماعي كإجراء من إجراءات الوقاية، فضلاً عن الضغوط النفسية المترافقة مع هذا التباعد وتعطيله لحركة الحياة اليومية.
وهناك دراسات عديدة علمية حذرت من العزلة الاجتماعية وتأثيرها على صحة الإنسان. وأكدت دراسة أميركية أجراها باحثون بجامعة 'بريجام يونج' الأميركية، أن مخاطر الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية، قد تشكل تأثيرًا كبيرًا على الصحة العامة تفوق مخاطر تأثيرات أمراض عدة وتعد، من أسباب الوفاة المبكرة. وأشارت دراسات أخرى إلى تأثير العزلة الاجتماعية على المناعة وجعل الفرد أكثر قابلية للإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية والاكتئاب فضلاً عن تأثيرها على القدرات المعرفية.
ولأن العزلة الاجتماعية في مرحلة التباعد الاجتماعي هي عزلة إجبارية فكيف نعمل على معالجة أضرار هذا التباعد في هذه الظروف؟
من خطوات العلاج العملية تعزيز التواصل داخل الأسرة، وفي حالة تباعد أفراد الأسرة بسبب السفر والغربة، يفضل تعزيز التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تحديد أوقات للتواصل مع الأصدقاء عبر هذه المواقع، والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية والعلمية المختلفة.
وينبغي التفريق هنا بين الظروف الطبيعية التي ننصح فيها من التخفيف من مواقع التواصل وعالم الانترنت، وبين هذه الظروف الاستثنائية التي يصبح فيها مثل هذا التواصل ضروريا لكسر حواجز التباعد والعزلة الاجتماعية.
وسنتحدث في مقال قادم عن الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل في ظل الحجر الصحي.