إذا كانت إدراة المنزل إدارة معقدة في الظروف العادية فإنها تصبح أكثر تعقيداً في فترات الطوارئ.
ولا شك بأن دور الوالدين في رعاية الأُسرة كمهمة رئيسية لهما إلا أنه وفي حالة الحجر الصحي التي نعيشها هذه الأيام بسبب تفشي وباء كورونا تبرز أهمية كبرى لبعض الأدوار في هذه الرعاية وأهمها: -القدوة الحسنة، -بث روح الشعور بالأمان، -قيادة وقت و برنامج الأسرة بالنافع و المفيد، -و إضفاء روح المرح و المتعة.
وبالتأكيد لن تكون المهمة بهذه السهولة لما يترافق مع هذه الحالة من أجواء نفسية وتوتر وضغوط ومخاوف متعددة لذلك ينصح الخبراء الوالدين بالهدوء والتخلي عن فكرة أداء الأدوار المثالية للرجل والمرأة لتخفيف الضغوط على أنفسهم أولاً، ولمساعدة أنفسهم على التفكير بهدوء وواقعية.
وينصح الخبراء عند تزايد الضغط النفسي على أحد الوالدين أن يعزل نفسه في غرفة لوحده بعض الوقت حتى يستعيد هدوءه النفسي ويتولى الآخر رعاية الأولاد في هذه الحالة. وفي حالة عزل النفس يمكن ممارسة التأمل أو الوضوء والصلاة والذكر الذي يساعد على الطمأنينة' ألا بذكر الله تطمئن القلوب'.
وفي فترة الحجر يمكن أن يتبادل الوالدان الأدوار لكسر الروتين، وإضفاء بعض الحيوية على المنزل، وتخفيف الضغوط على بعضهما البعض، ومن ذلك إمكانية قيام الأب بالتعاون مع الأبناء بأعمال المطبخ والطباخة، لأنه في الفترة الحجر الصحي سيتضاعف عدد الوجبات اليومية مع إغلاق المطاعم، وتتزايد الحاجة إلى الأكل، وسيشكل ذلك ضغوطاً إضافة على الأم في حالة خلو المنزل من مدبرة منزلية.
وعلى الوالدين توظيف مهاراتهما الخاصة في التسلية واللعب وممارسة الهويات ويجب أن تستوعب الأم حاجة الأب إلى ممارسته عمله الخارجي من المنزل بسبب الحجر وكذلك الأب إذا كانت الأم موظفة.
وفي جميع الأحوال فالمهم في هذه المرحلة بالنسبة للوالدين هو الهدوء والتفهم والمرونة في تقبل تبادل الأدوار حسب الظروف الخاصة.