يشعر الأطفال بوطأة الحجر الصحي أكثر من غيرهم، فليس من السهل حرمان الأطفال من تواصلهم مع أصدقائهم والأنشطة الترفيهية التي يمارسونها خارج المنزل، فضلا عن حاجتهم إلى التفاعل والحركة والإنتاج التي كان يتم إشباعها في المدرسة ومع الأصدقاء وفِي الخروج للمتنزهات و أماكن اللعب. فكيف نتمكن من تفريغ طاقات الأطفال وإداراتها بصورة سليمة تضمن القضاء على الملل والاستمتاع بالوقت وتحقيق الأهداف التربوية؟
قاعدتان مهمتان في نشاط الأطفال و حركتهم تجعل الوالدين أكثر حرصاً على تفريغ طاقة أبنائهم، أولهما أنه كلما صغر سن الطفل كلما زادت طاقته و كثرت حركته. وثانيهما أن الأطفال ذوي طاقة عالية، إن لم تفرغها أتعبوك. و مع هاتين القاعدتين يدرك الوالدان بأن من أهم مهاهم هو كيفية تفريغ تلك الطاقة حتى لا اون نصدر إزعاج.
و لتفريغ طاقتهم نحتاج لأربعة أمور: تهيئة مكان مناسب للأنشطة في المنزل، و توفير أكبر قدر من الأدوات تتناسب و سن الطفل، و إعطاء الوقت الكافي لذلك. والوقت هنا يفترض على الوالدين أن يقتطعوا من وقتهما وقتا للعب معهم فذلك مهم جداً للأطفال و معزز للعلاقة الإيجابية معهم، و أخيراً إشراكهم في أنشطة المنزل كالمطبخ و الترتيب.
كنا قد تناولنا في مقالات سابقة بعض الأنشطة التي تتعلق بإدارة طاقات الأطفال من خلال إيجاد روتين يومي وممارسة الرياضة و بعض الأنشطة التثقيفية والتربوي، وفي هذا المقال نتطرق إلى أنشطة أخرى تساهم في تفريغ طاقات الأطفال في فترة الحجر الصحي ومنها :
ممارسة الألعاب التعليمية التي تتناسب مع المستويات العمرية والقدرات المعرفية كالألعاب الخاصة بالتعرف على الحروف والحيوانات وما أشبه ذلك.
المشاركة في الأعمال المنزلية بصورة تعزز شعور الطفل بالقدرة على الانجاز.
المشاركة في تحضير الطعام والطبخ.
المشاركة في الألعاب الكلاسيكية التنافسية لسحبهم بعيداً عن عالم الألعاب الالكترونية. استكشاف المواهب في الرسم، والتصميم وغير ذلك وتشجيعها، بالإضافة إلى الأنشطة التي تطرقنا لها في المقالات السابقة عن الرياضة في فترة الحجر الصحي، والأنشطة الثقافية والترفيهية، وتنظيم المسابقات، والأنشطة التعبدية والروحية، مع الحرص على إضفاء طابع البهجة والمتعة على هذه الأنشطة والابتعاد على التكليفات الثقيلة التي تتحول إلى عقوبات إضافية في أجواء الحجر.