يكتسب الأطفال من خلال التزامهم بالدوام المدرسي رويتناُ إيجابياً يساعدهم على إدارة الذات والتحكم بالسلوك، فضلاً عن اكتسابهم لقدرات تنظيمية، و تطوير المهارات المعرفية والإدراكية، ويندرج في هذا الروتين: النوم في وقت مبكر والاستيقاظ المبكر والالتزام بوجبات الطعام والرياضة، وكتابة والدراسة المنزلية واللعب، ونحو ذلك.
وفي ظل أزمة كورونا الراهنة وقرارات الحجر الصحي التي تسببت بإغلاق حضانات ورياض الأطفال والمدارس، فإن الأسرة تجد نفسها أمام تحدٍ كبيرٍ في كيفية الحفاظ على روتين يومي للأطفال يساعد في تحقيق الأهداف التربوية التي كانت تتحقق بالروتين المدرسي.
قد تكون المدرسة قد ساهمت في صناعة الروتين الإيجابي، ولكن من المهم أن ينتبه الوالدين بأنهم بحاجة إلى مهارة غرس هذا المفهوم و القدرة على إدارته في حياة أبنائهم. و يعتبر الحجر الصحي فرصة لتعلم هذه المهارة.
وفقدان الروتين له مخاطر تربوية على حياة الطفل من أهمها فقدان قيمة الجدية و الاستمرارية للوصول إلى الإنجاز، مما سيؤثر على سلباً على استمرارية التعلم حاضراً و الإنجاز العملي مستقبلاً.
ومن المخاطر التربوية التي تهدد الروتين اليومي للأطفال في ظل الحجر الصحي تحول استخدام الأجهزة الرقمية من روتين يومي، وضرورة تعليمية للتعلم عن بعد، إلى إدمان سيكون من الصعب التخلص منه بعد انتهاء فترة الحجر الصحي، وجميع هذه التحديات تفرض على الأسرة التخطيط لروتين يومي للأطفال يحقق الأهداف التربوية، ويساعدهم على التكيف مع فترة ما بعد الحجر.
وفي هذا السياق ننصح بالتالي:
- التوضيح للأطفال أن هذه الفترة فترة استثنائية لها ظروفها الخاصة مع مراعاة الفروق العمرية في طريقة التوضيح.
- استثمار الفرصة في تعليم الأطفال أهمية التخطيط الذاتي و مهاراته.
- تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة الرقمية.
- الحرص على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر.
- تحديد أوقات محددة للعب والمرح واستثمار اللعب في تعزيز التفكير الإبداعي عند الأطفال والتفكير الاستقلالي.
- الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها وجماعة في المنزل.
- الحرص على أن تكون وجبات الطعام الرئيسية في أوقات محددة.
- تحديد أوقات القراءة والإطلاع ومراجعة الدروس والقراءة الحرة.
- والمهم في هذا السياق الابتعاد عن لغة التعنيف، ولغة الأوامر التي تلغي شخصية الطفل والحرص على التلطف في الحوار مع الأطفال وإقناعهم بأهمية الالتزام بالروتين اليومي.
إن الروتين قيمة إيجابية تدعم استمرارية الإنسان وتعوده على الأمر وصولا إلى إتقانه، ولذلك حتى العبادات أهمها الصلاة يعتادها الإنسان حتى لتصبح جزءاً من يومه ومن شخصيته فإن غابت إحداها يوما استشعر نقصاً في يومه و في ذاته.