نعيش جميعاً صغاراً وكباراً فرادا وشعوباً ودولا ومؤسسات في أوضاع غير طبيعية، يسودها القلق والخوف والتوتر والشعور بالضغط النفسي مع التقيد لحركتنا وحرياتنا في ظل الأزمة العالمية لوباء كورونا والحجر الصحي. وأجواء يخيم عليها قلق الخوف من المرض والموت، مع تفشي الشائعات، والمشكلات التي تتصاعد مع هذه الضغوط النفسية، وهذه الأجواء تؤكد حاجتنا جميعاً كباراً وصغاراً إلى المساندة النفسية. فالحجر الصحي له آثارٌ نفسية على الجميع بدون استثناء، ولكن الأطفال يكونون أكثر حاجة إلى هذه المساندة.
وأحياناً تؤدي مبالغتنا في تحذيرهم من الخروج وتهويل الخطر لإقناعهم بالجلوس في البيت إلى مضاعفات خطيرة. وقد استغل البعض براءة الأطفال في نشر مقاطع توعوية عن مخاطر كورونا على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة لا تراعي عمر الأطفال و الاستعدادات النفسية للتعامل مع هذه المخاوف.
كل ما سبق يستلزم إعادة التفكير في كيفية تقديم الدعم النفسي لأطفالنا في ظل الحجر الصحي، وأهم خطوة ينصح بها الخبراء هي الاستماع الجاد للأطفال والإجابة على أسئلتهم بصدق وبدون تهويل وبطريقة تتناسب مع مراحلهم العمرية. فالأطفال في فترة الأزمات تنتابهم الحيرة و يبحثون عن المزيد من المعرفة ويحتاجون إلى الكثير من الأمان والود. ومن خلال الاستماع إليهم ننتقل إلى الخطوة الثانية بالتعرف على مصادر قلقهم ومخاوفهم الخاصة التي قد تختلف عن مخاوف الكبار . ويلي ذلك اقتراح حلول لهذه المخاوف وتعزيز تواصلهم مع أصدقائهم عبر مواقع التواصل بإشراف الوالدين، وعند ظهور تغيرات مفاجئة على سلوك الأطفال يفضل في هذه الحالة أن يستعين الوالدان بمركز من مراكز الدعم النفسي وطلب الاستشارة مع الالتزام بالهدوء النفسي لأن قلق الوالدين المبالغ فيه ينعكس على الأبناء.
وفي جميع الأحوال فإن الاقتراب من الأطفال والاستماع إليهم والاهتمام بمشاكلهم ومخاوفهم وتوضيح ما يحدث لهم بدون تهوين ولا تهوين ومنحهم الكثير من الود والطمأنينة والآمان كل ذلك يساهم بصورة فعالية في تقديم الدعم النفسي للأطفال