تفشي الفيروسات والأوبئة نتيجة من نتائج الخروج من قانون الفطرة والفساد في الأرض، وهو أحد مهددات الحياة الإنسانية بالإضافة إلى تهديد الأسلحة النووية و تهديد تأثيرات التغيرات البيئة كالاحتباس الحراري ونتائج التلاعب بالجينات، ومحاولة تطبيع الرذائل وتشريع جرائم الإجهاض، وتهديد ثقافة الكراهية وتصاعد الظاهرة الشعبوية، والقيم المادية النفعية، وغياب التضامن الإنساني مع ضحايا الديكتاتوريات والمجازر الجماعية.
وأهم درس يجب أن تستوعبه الإنسانية في هذه المرحلة هو درس التصالح مع الفطرة والكرامة الإنسانية على جميع المستويات، ابتداء من التصالح مع سنن الفطر في النظافة والتطهر، والحرص على النظام الصحي في الطعام بالاقتصار على الطيبات من الأكل، واجتناب الخبائث من الأطعمة التي تشمئز منها الفطر السوية والعمل على مناهضة الظلم وتحرير البشرية من القيود والآصار التي فرضتها الأنظمة الاستبدادية وهذا هو المنهج الرباني الذي جاءت رسالة الحرية والفطرة' وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ' ' كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ'.
إنه منهج يهدف إلى تحرير الإنسان من العبودية لغير الله و النهوض به إلى عالم السمو والطهارة والعفة والكرامة والحياة الطيبة والتراحم والتضامن الإنساني، ومناهضة كبائر الظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومقاومة العنصرية والاستغلال والاستعلاء في الأرض بغير حق والإفساد في البيئة، وهذا المنهج هو رسالة جميع الأنبياء فما أرسل الله من نبي إلا 'قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ'.
فما أحوج البشرية اليوم إلى الاتفاق على كلمة سواء للعودة إلى منهج الفطرة والطيبات والحرية الأخلاقية ومكارم الفضائل الإنسانية.