إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

حاجتنا إلى الثقة بالله ودينه في زمن الأوبئة
ما نعلمه قطعاً من القرآن والواقع أن كل ما يصيب الناس من كوارث ومصيبات هو نتاج لما كسبته أيديهم'أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ' وأن عواقب الإفساد في الأرض بعد إصلاحها وخيمة، ومن ذلك الإخلال بالتوازن البيئي والتلاعب بالجينات، وتعريض أمن البيئة للخطر.
 وقد شاهدنا كيف كانت بعض الدول الكبرى في السنوات الأخيرة تصر على عدم التوقيع على اتفاقية المناخ وترفض دفع الضريبة الإنسانية في حماية البيئة. 
انتشار الأوبئة اليوم يزيد المؤمن ثقة في دينه وفي ربه وفي سلامة منهجه الذي لا مناص للبشرية من العودة إلى قيمه الإنسانية، فالجميع سيدفع ثمن الإفساد في الأرض، والتهافت على الربح والمصالح بدون وضع أي اعتبار لحقوق الإنسان، ومصلحة الإنسانية جمعاء، و هذا الواقع يفرض على المسلمين التصالح مع دينهم والعودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، والثقة بالله ومنهجه والتوكل على الله والأخذ بالأسباب مع الإيمان بأن كل ما يصيبنا في هذه الدنيا هو بسبب سوء أعمالنا وانحرافنا عن السبيل وعدم الأخذ بالأسباب واللجوء إلى الله والاعتصام بحبله المتين.
 وفي ظل أزمة وباء كورونا فإن واجب الساعة مع الأخذ بالأسباب هو الثقة بالله والإقبال على الذكر والاستعاذة بكلمات الله التامات من شر ما خلق مع الإيمان والثقة بالإجاب؛ فالدارسات العلمية تؤكد أن يقين المؤمن بربه وتوكله عليه يساعد في تقوية جهازه المناعي وانتصاره على الفيروسات، وكلما ازداد الإيمان والثقة بالله زادت قدرة المناعة على مقاومة الأوبئة.
 ومن الوسائل الإيمانية لمقاومة الأوبئة الدعوة إلى الله والعمل على الإصلاح ومحاربة الظلم، فقد قال تعالى' وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ' ولا شك أن العمل الدائم في سبيل دعوة الإصلاح ومقاومة الظلم وإرساء أنظمة سياسية تحترم حقوق الإنسان والقيم الإنسانية ولا تفسد في الأرض ولا تشجع على الحروب والدمار يساهم بصورة واضحة وملموسة في حماية هذا الكوكب من الأوبئة المدمرة والكوارث الماحقة.
 وأخيرا نوجه النداء لكل من أسرف على نفسه بالذنوب وبالمكابرة في محاربة الحق ونصرة الباطل بأن باب التوبة مفتوح، والاستغفار مع تصحيح المسار يجبُّ ما قبله' قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ'