ينقسم الناس في أوقات الكوارث والظروف الصعبة في التعامل مع الشائعات إلى فريقين: الأول بمجرد أن يصلهم محتوى خبري سواءً كان نصياً أو سمعياً أو مرئياً يبادرون إلى بثه وإشاعته ومشاركته في صفحاتهم وفي مواقع التواصل دون تحري أو تحقق، و ينطبق على هؤلاء قوله تعالى '
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ '. والفريق الثاني هم أهل التثبت والتبين بمجرد أن يصلهم خبر يهدد أمن المجتمع أو يشيع الخوف أو الأمن الكاذب يتريثون ويستشيرون أهل الاختصاص وأصحاب الخبرة ويتأكدون من مصداقية الأخبار والمعلومات قبل نشرها وإشاعاتها، وهؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى' وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ'.
وكما نلاحظ فإن الآية الكريمة الأولى لم تفرق بين شائعات الأمن أو شائعات الخوف لأن جميع الشائعات بكافة أنواعها تضر ولا تنفع، فلو نشرنا على سبيل المثال معلومة كاذبة عن عدم تواجد فيروس كورونا في منطقة ما لغرض طمأنة الناس دون التيقن من صحة المعلومة فقد تؤدي هذه الشائعة إلى وفاة وإصابة آلاف الناس بالمرض بسبب الاعتماد على تضليل الشائعة الكاذبة. وفي المقابل فإن نشر شائعة عن وجود فيروس في منطقة ما قد يؤدي إثارة حالة من الهلع وتعطيل مصالح الناس.
ومن الشائعات المدمرة والخطيرة والتي يظنها البعض هيِّنة، شائعات تتعلق بوصفات طبية شعبية لم تخضع لأي اختبار في ظروف حرجة، ومثل هذه الوصفات غير المختبرة علمياً قد تؤدي إلى كوارث صحية لا تحمد عقباها.
أخواني الكرام في ظل أزمة كورونا التي يمر بها العالم اليوم ما أحوجنا جميعاً إلى الالتزام بتعاليم ديننا ليس فقط في مجال النظافة الشخصية ولكن حتى في تنظيف بيئتنا المعلوماتية من الشائعات والمعلومات الزائفة.