قد تنجح الأسرة في تربية الأبناء على الذكاء والتفوق الدراسي، ولكن الذكاء وحده لا يضمن للأبناء النجاح في الحياة مع ضعف الإرادة ووهن العزيمة ونفاذ الصبر. ولهذا يؤكد الخبراء أن المثابرة والمصابرة أهم من الذكاء في تحقيق النجاح.
ومن هنا تأتي أهمية تربية الأبناء على علوّ الهمّة وقوة الإرادة والصبر والإصرار على تحقيق الأهداف مهما كانت التحديات. والتربية على الإرادة تستلزم أن نشعر أبناءنا بثقتنا بهم وإيماننا بقدراتهم، مع التشجيع والتحفيز والعمل على إخراجهم من حالة الدعة والاستكانة إلى حالة الكفاح وبذل الجهد منذ الطفولة.
وينبغي أن نعلم أبناءنا كيف يتلمسون راحتهم في لذة الإنجاز وليس في الهروب من الواجبات، ونتقبل فشلهم أثناء المحاولات الخاطئة مع الحرص على تكليفهم بمهام نضمن قدرتهم على تحقيقها لتنمية الثقة بالذات، ومن ثم تعقيد المهام المطلوبة منهم بصورة تدريجية والثناء الإيجابي على كل انجاز يحققونه.
والمهم في تربية الأبناء على المثابرة أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم، فقد أكدت دراسة علمية أمريكية حديثة 'أن الأطفال الرضّع الصغار جداً في عمر 15 شهراً يتعلمون المثابرة من مشاهدة والديهم وغيرهم من البالغين حولهم'، وأنهم سوف 'يبذلون جهداً أكبر في المحاولة حينما يرون الشخص البالغ يبذل الجهد ويُصارع لبلوغ النجاح في أداء أي مهمة'.