يبدو أن الملايين من البشر معرضون للحجر الصحي والإقامة الإجبارية في المنازل مع تطور فيروس كورونا من مرحلة الوباء إلى مرحلة الجائحة، والوضع مرشح للتطور. والمؤمن الحق يؤمن بأن وراء كل نقمة نعمة وخلف كل محنة منحة إلهية.
فهو يؤمن بالقضاء والقدر ويلتزم بتوجيهات الحجر الصحي التزاماً شرعياً يتعبد به الله عز وجل حتى لا يتعرض للضرر أو يلحق الضرر بالآخرين، فلا ضرر ولا ضرار.
وفي هذه الظروف من الجيد أن نفكر في كيفية قضاء أوقات سعيدة في منازلنا، وتحقيق التواصل الذي لم يكن ممكناً في الظروف الطبيعية في ظل ظروف العمل وتعقيدات الحياة العصرية، والتخطيط لقضاء أوقات ممتعة مفيدة هو تعبير جميل عن الرضا بقضاء الله وقدره، والتحرر من حالة الهلع السلبي، وتحقيق التواصل بين أفراد الأسرة.
وعلى المستوى الفردي يوفر الحجر المنزلي أوقات ثمينة للقراءة وتنمية الذات، ربما لا نستطيع تعويضها في الأيام العادية، وتبدو أهمية التخطيط للاستفادة من فترة الحجر الصحي في العصر الرقمي وعصر الشاشات والأجهزة الإلكترونية التي يمكن ان تستنزف الوقت في التسلية الفارغة وتفويت فرصة الاستفادة الحقيقية من الوقت.
وتعد فترة الحجر فترة مهمة للمراجعة الذاتية والتفكير في جوانب النقص التي نحتاج إلى تجاوزها وفي جوانب التعثر التي نحتاج إلى استدراكها، ويمكنك التخطيط للتخلص من بعض العادات السلبية واكتساب بعض العادات الإيجابية.
وحتى تحفز نفسك للتخطيط من أجل الاستفادة المثلى من فترة الحجر الصحي حاول أن تتخيل نفسك وأنت تحدث نفسك في المستقبل بالأحاديث التالية على سبيل المثال: هذه المهارة تعلمتها في أيام كورونا، هذا الكتاب قرأته في أيام كورونا، هذا الهدف حققته في أيام كورونا' هذه العادة تخلصت منها في أيام كورونا'.
وأخيراً، في مقدورك فقط أن تحول كل ظرف صعب إلى فرصة إيجابية عندما تؤمن أن الله ما حرمك من شيء إلا ليدفعك إلى ما هو خير.