تحدثنا في مقال سابق عن تأثير الشعور بالوحدة على الأبناء، وأعراض هذه المشكلة وفي مقال اليوم نناقش أسباب المشكلة وكيفية مواجهتها. وعند مناقشة الحلول العلمية لأي مشكلة يجب أن نستحضر الأسباب فإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال، وإذا عُرف السبب اتضح السبيل إلى العلاج.
ونؤكد هنا أننا سنتحدث عن أسباب عامة وحلول عامة مؤكدين أهمية دراسة كل حالة على حدة، فكل حالة شعور بالوحدة تستحق دراسة خاصة ومعالجة خاصة.
ومن الأسباب العامة:
-غياب الأجواء الحميمية في المنزل بين الزوج والزوجة وبين الزوجين والأبناء فضلاً عن وجود مشكلات بين الزوجين أو طلاق أو مشاكل مادية وصعوبات تعانيها الأسرة، ومن الأسباب العامة أيضاً.
- عدم تخطيط الوالدين لتنظيم أنشطة يشترك فيها الأطفال مع أطفال الجيران أو المسجد أو أطفال عائلات الأقارب والأصدقاء.
- صدمات الطفولة المبكرة التي ترتبط ببعض الخبرات المؤلمة نتيجة تعرض الطفل لتنمر وحالات اعتداء أو تحرش تولد عنده ردة فعل سلبية وشعور بالوحدة.
- الاستخدام السلبي للتكنولوجيا الرقمية والإدمان على الألعاب ومواقع التواصل.
وكما تطرقنا للأسباب العامة فإن الحلول العامة تتضمن معالجة لكل سبب، ونبدأ من؛
1. حرص الأسرة على إشاعة الأمن النفسي في المنزل ومشاعر الدفء والسعادة وحرص الوالدين في حالة وجود خلاف بينهما على حصر هذا الخلاف بينهما ومراعاة عدم انعكاسه على نفسية مشاعر الأبناء.
2. تنظيم أنشطة اجتماعية ممتعة يشترك فيها أطفال العائلة أو الجيران.
3. ومن الحلول العامة إيلاء الأطفال الذي تعرضوا لحالات تنمر أو تحرش أو أي خبرات مؤلمة عاطفية أو جسدية بالرعاية الخاصة، والتواصل مع عيادات الإرشاد النفسي لمعالجة هذه الحالات.
4. تحديد أوقات محددة لمشاهدة مواقع التواصل أو ممارسة الألعاب مع التربية الرقمية الأخلاقية للأبناء للتعامل مع العالم الرقمي.