على خطى شيخه وأستاذه الشيخ محمد الغزالي في الدعوة الصادقة إلى الله ومقارعة الطغيان والاستبداد والفساد والجهل بجميع أنواعه سار المفكر الكبير محمد عمارة فكان صوتاً صادحاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، سخّر فكره وجهوده العلمية الدعوية في سبيل الدفاع عن مقدسات الأمة وهويتها وقضاياها العادلة، ولقي ربه وهو مصابرٌ مرابط في طريق الحق لا يتزحزح عنه قيد أنملة. ولم تتمكن من إسكاته أجواء القمع والإرهاب السلطوي، ولم يكن ممن يبيع دنياه بآخرته.
لقد كان نموذجاً للقدوة الحسنة لمن يريد أن يسير في طريق الدعوة إلى الحق والجهاد بالقلم والكلمة والموقف الشجاع والرؤية الناضجة والعقل الواعي'أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ. فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ'.
كانت له مواقفه الشجاعة في مناصرة الثورة الحقيقية في 25 يناير وفي التصدي للانقلاب على الديمقراطية في رفض إجراءات عزل الرئيس المرحوم محمد مرسي، وله مواقفه الشجاعة في التصدي لحملات التنصير والاستلاب الثقافي ومحاولات محو الهوية الإسلامية ومناصرة القضايا الإسلامية والتصدي للمؤامرات الاستعمارية، وكان فارس المناظرات الفكرية للدفاع عن الإسلام وتفنيد الشبهات التي كان يثيرها بعض العلمانيين والمتغربين من أبناء جلدتنا والدفاع عن حضارة الإسلام والثقافة الإسلامية الأصيلة.
لقد كان عملاقاً من عمالقة التجديد الأصيل وفارساً من فرسان الحرية ومجاهداً بالقلم والكلمة وصرخة صلبة تحطمت عليها موجات التغريب و العلمنة والإلحاد والجهل والجمود.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يتقبله في الصالحين ونتمنى أن يعمل الجميع بوصيته التي أعلنها ابنه بأداء صلاة الغائب عليه ونشر أفكاره وكتبه والوفاء لمنهجه في الفكر والدعوة.