شهر رجب هو أول شهر من الأشهر الحرم والتي خصها الله بالذكر وميزها بأحكام خاصة وشدد النهي فيها عن الظلم'إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ'.
ووردت في فضل هذا الشهر أحاديث كثيرة ولكنها لا تتوفر على شروط الصحة حسب مناهج المحدثين، وإن كان بعض العلماء يرون أنه لا مانع من الاستدلال بها في فضائل الأعمال.
ومن أحسن هذه الأحاديث سنداً ما رواه أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال : اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبارك لنا في رمضان وكان يقول : ليلة الجمعة غراء ويومها أزهر ' وقال ابن رجب في تفسير هذا الحديث : أنه فيه دليل ندب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها، فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيراً '.
وكان من عادة السلف الصالح رحمهم الله التطلع إلى رمضان، وتمني بلوغه، والدعاء بأن يبلغهم الله هذا الشهر ويعينهم على التعبد فيه، قال ابن رجب رحمه الله :' قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم .
وقال يحيى بن أبي كثير : كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان وتسلمه مني ، متقبلا ' ويكفي المؤمن النص الصريح في كتاب الله على أهمية الصحوة الإيمانية في هذا الشهر والحرص الخاص على عدم التورط في ظلم الآخرين أو ظلم النفس.
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.