من التحديات التي تفرضها الحياة العصرية ضرورة الحفاظ على الصحة العقلية في ظل تصاعد ضغوط الحياة المتعددة، ومنها ضغوط العمل وما يترتب على ذلك من توتر وإجهاد وإرهاق ذهني يؤثر بصورة سلبية على صحتنا العقلية.
ومن التصرفات الخاطئة في مواجهة ضغوط الحياة الانعزال الكامل عن الناس وعدم ممارسة الأنشطة التعبدية والرياضية والاجتماعية، فالصحة العقلية تستلزم الحصول على بعض محطات الراحة والابتعاد عن أجواء ضغط العمل من خلال أخذ استراحات للتنزه أو التواصل الاجتماعي مع الحرص على الخروج إلى صلاة الجماعة في المسجد وممارسة التمارين الرياضية، وممارسة بعض الأنشطة التطوعية.
ومن المهم بمكان ترتيب وتحديد أوقات لممارسة هذه الأنشطة فقد أكدت الدراسات العلمية أن أهم وسائل تجديد الصحة العقلية في مواجهة الضغوط هو الحرص على الاستمتاع بالحياة وتحديد أوقات للتنزه والتواصل والرياضة والتطوع لمساعدة الآخرين والشغف بالحياة من حولنا وحب الاستطلاع والحرص على التعلم المستمر، ولذلك رد الرسول صلى الله عليه و سلم على شكوى حنظلة من نفسه 'ولكن يا حنظلة ساعة وساعة'
وأشارت دراسات أخرى إلى أهمية الحفاظ على الصحة الجسدية التي تنعكس بصورة إيجابية على وظائف الدماغ مما يستلزم الحرص على الرياضة والغذاء الصحي فالعقل السليم في الجسم السليم، كما تشير دراسات أخرى إلى أهمية الفصل بين العمل، وبين الحياة الشخصية والاجتماعية، وما ذلك إلا مصداقاً لوصية نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: 'إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ'.