رغم كل المميزات التي يوفرها عصر الفضاء الرقمي، فقد جلب معه الكثير من الفيروسات و الأوبئة التي تلوث البيئة العقلية والأخلاقية والفكرية.
ومن هذه الفيروسات، فيروسات الإشاعات والأخبار المزيفة التي تكتسح العالم الرقمي ولا سيما مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا الوباء يكتسح الكبار والصغار معاً، من هنا تأتي مسؤولية المدرسة في حماية الطلبة من هذا التزييف.
وقد أكدت دراسة علمية حديثة أن طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية أكثر تعرضاً لهذا التزيف والتضليل، ونظراً لانشغال الكثير من أولياء الأمور عن متابعة ما يتعرض له أبناءهم في السوشيال ميديا والمحتوى الذي يتعرضون له في الانترنت وعالم الألعاب الالكترونية فلا مناص من قيام المعلم بالحد الأدنى من التوعية بأهمية التنبه للأخبار الزائفة والحرص على التبين والتثبت.
وهناك العديد من الأسئلة التي تساعد على فحص الأخبار والمعلومات ومن أهمها ما يلي : من الناشر؟ هل صاحب هذا الموقع أو الصفحة شخص أو مؤسسة حقيقية أو مجرد غطاء لأسماء مزيفة؟ هل للناشر مقالات وأخبار أخرى منشورة ؟ وما مصداقيتها؟ ما توجه النشر؟ ومن يقف خلفه؟ وما مصلحته من إشاعة هذه المعلومة؟ هل يتوافق العنوان مع المضمون؟ وما جدية الموقع ؟ وهل تهدف الإشاعة والعنوان الجذاب المزيف لمجرد دفع القارئ للنقر على الرابط ؟
وهناك روابط وتطبيقات ومنصات تهتم بالتحقق من الصور والفيديوهات المزيفة فمن المهم التعرف على كيفية استخدامها، لأن الأخبار المزيفة ترتبط في الغالب بأدلة مزيفة.
والأهم قبل ذلك تعلم عدم المسارعة إلى نشر أي خبر قبل محاولة التحري من مصداقية مصدره، فإذا تحول هذا الحرص على التثبت والتحري إلى ثقافة سنكون قد ضيقنا نطاق تأثير الإشاعات والأخبار المزيفة إلى أقصى ما يمكن.