يوماً بعد آخر تتأكد أهمية مهارة القدرة على التحكم بالمشاعر وإدارة العواطف، فهذه المهارة هي المرتكز الأساسي لأي نجاح يحققه الإنسان في أي جانب من جوانب الحياة العملية والعلمية.
وتؤكد الدراسات أن إدارة المشاعر والتحكم بالعواطف هو الركيزة الثالثة من ركائز النجاح بعد الذكاء والهمة العالية.
وأكدت دراسات حديثة تأثير الذكاء العاطفي على قدرات الطلبة وتحصيلهم العلمي، وأوضحت أن الطلبة الذين لديهم ذكاء عاطفي أعلى لديهم قدرات على إدارة المشاعر السلبية ، مثل القلق والملل وخيبة الأمل ، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي فضلاً عن قدرتهم على التواصل الاجتماعي الفاعل، وتكوين علاقات أفضل مع المعلمين والأقران والأسرة ، وكلها مهارات مهمة للنجاح الأكاديمي.
وهذه الأهمية للذكاء العاطفي تستلزم إعداد الوالدين والمعلمين إعداداً خاصاً لتدريبهم على كيفية تنمية هذه القدرات لدي الطلبة، ونشير هنا إلى أن اكتفاء بعض المدارس بالمرشدين الاجتماعين والنفسيين غير كافٍ لتأهيل الطلبة على التعامل مع مشاعرهم وعواطفهم كما تؤكد ذلك الدراسات العلمية، فيجب إدماج التربية الوجدانية والعاطفية في صميم المناهج الدراسية فالدراسات تؤكد أن التدريب يؤتي ثماره بشكل أفضل عندما يديره المعلمون بدلاً من المتخصصين الخارجيين.
وتؤكد الدراسات أن الأذكياء عاطفياً والذين يمتلكون القدرة على إدارة مشاعرهم ينظرون إلى أنفسهم نظرة معتدلة ولا يبالغون في تقدير الذات بصورة غير واقعية لا تساعدهم على تقبل النقد، ولا يميلون أيضاً إلى تبخيس الذات بصورة تجعلهم أكثر سلبية وانطوائية.
والذي نؤكد عليه هنا هو أهمية الانتباه لمستوى مهاراتنا في إدارة مشاعرنا مع التأكيد على أن هذه المهارات مهارات قابلة للاكتساب والتطوير والتدريب.