عندما تصل السلطة السياسية إلى أيدي التافهين تنتشر ثقافة التفاهة وتتسيد التفاهة على جميع جوانب حياتنا، وهذا ما يحدث الآن في عصر التفاهة: هذا ما خلص إليه مؤلف كتاب' نظام التفاهة' الفيلسوف الكندي الشهير آلان دونو Alain Deneault والكتاب ترجم إلى العربية مؤخراً وفي هذا الكتاب يؤكد ألان دونو أننا نعيش في مرحلة تاريخية غير مسبوقة سيطر فيها التافهون على جميع تفاصيل حياتنا وحسموا المعركة، وربحوا الحرب ،وسيطروا على عالمنا وباتوا يحكمونه، وامتدت سيطرة التافهين على جميع جوانب حياتنا الثقافية والاقتصادية والعلمية.
ومن مظاهر هذه التفاهة حسب المؤلف: تهميش القيم الإنسانية وسيادة ثقافة الربح والمصالح الخاصة والترويج للأذواق المنحطة و إشهار المنحطين و إقصاء الأكفاء،فخلت الساحة لشريحةٍ عريضة من التافهين والجاهلين وذوي الثقافة الضحلة.
وتم تشويه مفهوم الحرية الفردية وتوظيفه في محاربة القيم مع محاربة الجدية وتسطيح الوعي و إشاعة التبسيط.
ويشير المؤلف إلى كيفية توظيف نظام التفاهة للحرب على الإرهاب في خدمة التافهين وإخضاع الإرادة العامة ودفعها للاستسلام لمنطق القوة والهيمنة.
والمفهوم الذي يتمحور حوله الكتاب هو ما حذرنا منه نبينا صلى الله عليه وسلم من تسيّد الروابض على الشأن العام فيحاربون الجادين المخلصين ويروجون للتفاهة والسخافة.
وعلى كل الحال الكتاب جدير بالقراءة ولا يمكن اختزاله مضامينه العميقة في هذه العجالة.