اختتمنا الحديث عن مهارات التفكير بالحديث في مقال الأمس عن مهارة التفكير الإبداعي، ونخصص مقال اليوم للحديث عن مهارة أخرى من مهارات المستقبل وهي مهارة القدرة على ممارسة العمل الجماعي التعاوني بروح الفريق الواحد. ومهارة العمل التعاوني من المهارات الإنسانية النادرة التي يصعب تعويضها بالآلة الذكية، فالإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه وقد أودع الله في كل إنسان استعدادات خاصة وقدرات خاصة، وفي العمل التعاوني الجماعي تتكامل هذه القدرات ويكتشف كل شخص جانب من جوانب قصوره وتفوق غيره فيستفيد كل شخص من الآخر.
ولهذا كان من أهم الأساليب التعليمية الحديثة أسلوب التعليم التعاوني الذي يساعد الطلبة على العمل ضمن مجموعات للتفكير يستفيد فيها كل طالب من الآخر .
ومن فوائد هذا الأسلوب أنه يعزز ثقة الطلبة بأنفسهم ويتدربون في نفس الوقت على مهارة العمل التعاوني الجماعي، وقد أكد الدراسات العلمية أن التعلم التعاوني الجماعي أعمق وأنفع من التعلم الفردي و التنافسي وأنه يعزز مشاركة الطلبة ويساعد على اكتساب المعرفة والاحتفاظ بها ومعرفة كيفية توظيفها.
ولكي تكون مهارات العمل الجماعي فعّالة ومجدية ينصح الخبراء بما يلي:
1- تحديد الأهداف للعمل التعاوني بصورة مسبقة
2- تحديد الشكل والأسلوب الذي سيحقق أهداف العمل الجماعي
3- تعيين أدوار أعضاء المجموعة وتقاسم المهام مع إمكانية تبديل هذه المهام حسب ما تفرضه ضروريات العمل وما يتكشف من مواهب خاصة.
4- التقييم البنائي أثناء العمل الجماعي لضمان تفاعل الجميع وزيادة الترابط الإيجابي بين أعضاء مجموعة العمل.