مع تواصل الحديث عن مهارات المستقبل نتحدث اليوم عن مهارة التفكير الناقد، وكلمة نقد في لغة العرب تأتي بمعني القدرة على التمييز و كشف المعلومات المزيفة،
وتستخدم الكلمة لتمييز الدراهم الأصلية و إخراج الزائف منها، فإذا كانت مهارة حل المشكلات تبحث عن حل للمشكلة والتفكير التحليلي يعمل على تفكيك موضوع التفكير، فإن التفكير الناقد يبحث عن صحة وقيمة موضوع التفكير وحقيقته، وهذا لا ينفي ما أكدناه من قبل وجود علاقات وترابطات بين جميع مهارات التفكير، و التعريف الذي نعتمده لمهارة التفكير الناقد الذي يميزه عن مهارة التفكير التحليلي هو تعريف مهارة التفكير الناقد بأنها مهارة تفكيرية مركبة يتم فيها إخضاع فكرة أو أكثر للتحقق من مدى صحتها، ومقدار قيمتها بعد جمع وإقامة الأدلة والشواهد وبناءً على معايير موضوعية،
وأول خطوة من خطوات التفكير الناقد تبدأ بالشك المعرفي واخضاع موضوع التفكير للفحص، وتليها خطوة جميع البيانات والمعلومات حول موضوع التفكير وطرح الأسئلة الاستكشافية الذكية. و الخطوة الثالثة محاولة الفهم وتحديد الحالة. و الخطوة الرابعة البحث عن الأسباب والدوافع التي تقف خلف موضوع التفكير لمعرفة التحيزات التي تؤثر على الفكرة. و في الخطوة الخامسة نستعير بعض مهارات التفكير التحليلي لتفكيك موضوع التفكير و التعرف على تشابك علاقاته والعوامل المؤثرة.
وفي الخطوة السادسة نخرج بموقع نقدي نستطيع من خلاله الحكم على صحة موضوع التفكير وقيمته.