تحدثنا في مقال الأمس عن أهم مهارات المستقبل، مهارات الثورة الصناعية الرابعة وعصر الذكاء الصناعي. وأكدنا أن هناك مهارات لا يمكن الاستغناء عنها في المستقبل، ومن هذه المهارات مهارة حل المشكلات واتخاذ القرارات، وتأتي أهمية هذه المهارة لصعوبة الاستغناء عنها في الحياة العملية والشخصية وعلى المستوى المؤسساتي والمستوى الاجتماعي والمستوى الفردي، ولا يمكن أن يعد التعليم ناجحاً في إعداد الطلبة للحياة إذا لم ينجح في تزويد الطلبة بمهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات.
ومهارة حل المشكلات هي نشاط وإجراءات يقوم بها المتعلم عند مواجهته لتحدي للتغلب على الصعوبات التي تحول دون توصله إلى الحل وابتكار حلول فعالة وذكية.
والخطوة الأولى في مواجهة أي مشكلة تستلزم التفكير الإيجابي بالنظر إلى المشكلة باعتبارها تحدٍّ يستفز القدرات الإبداعية ويبعث الأشواق على التمتع بلذة الإنجاز في التغلب على هذه المشكلة.
فالمشكلات هي المصدر الملهم للإبداع، فكما يقال الحاجة أم الاختراع والمشكلات تضعنا أمام حاجات ملحة لتجاوزها فتستنفر الطاقات الإبداعية.
وتبدأ مهارات حل المشكلات من تحديد المشكلة وتشخيص أسبابها، وتجميع المعلومات حول جميع ملابساتها وتحديد الفرص والمخاطر التي تولدها المشكلة وبناء استراتيجيات إبداعية لاستثمار الفرص وممارسة العصف الذهني في البحث عن حلول وبدائل ودراسة الحلول وترجيح أكثرها قدرة على استثمار الفرص وتجاوز المخاطر واتخاذ القرار والعمل على الترويج للحل والقرار وإيجاد القبول له وتنفيذ الحل ومتابعة التنفيذ وتقييمه مع تجهيز خطة طوارئ.
ولا يمكن الحديث بصورة تفصيلية عن كل خطوة من الخطوات لأن المقام لا يتسع والمشكلات تختلف والحلول والطرق تتعدد باستمرار التدفق الإبداعي واستمرار تجديد المشكلات وتطورها.