في أحايين كثيرة يكون كلما نحتاجه من أجل النجاح هو تطوير قدراتنا على ممارسة التركيز على أعمالنا أو قراءتنا وتعلمنا أو أي واجب جاد عملي، ولا سيما مع زيادة عدد المشتتات في الحياة العصرية الزاخرة بجميع مصادر التشويش، ومن هنا تأتي أهمية التركيز في حياتنا العلمية والعملية، فيكاد يستحيل تعلم أشياء جديدة أو تحقيق أهدافنا القصيرة والبعيدة دون إجادة مهارة التركيز، فالتركيز مهارة يمكن التدرب عليها، وما يجب الإيمان به قبل الابتداء بالتدرب على التركيز هو أهمية الاعتقاد بأن التركيز سيحتاج منك في البداية إلى جهد إضافي لتعلمه والتعود عليه والتغلب على المشتتات والتحرر من أسر بعض العادات السلبية.
ويرى الخبراء أن التقييم لمستويات التركيز هو الخطوة الأولى لتعلم مهارة التركيز وتحديد الأوقات والحالات التي تكون فيها في ذروة تركيزك والحالات التي تكون فيها في قمة التشتت، ومن خلال دراسة حالتك ستكتشف أن لديك بعض قدرات التركيز التي تحتاج إلى تطوير، وتكتشف أنك في أوقات محددة أكثر قدرة على التركيز، ويجب عليك هنا أن تبحث عن السبب لاستثماره في مشروع تدربك على مهارة التركيز.
والخطوة الثانية لزيادة تركيزك هي التخلص من جميع المشتتات في بيئة العمل الداخلية والخارجية، فهناك مشتتات عقلية داخلية في شكل هواجس وأفكار وأحلام يقظة تستنزف وقتك وتفقدك القدرة على التركيز وتحتاج إلى موقف حازم لتفريغ الذهن من هذه المشتتات الداخلية، وبعدها يأتي التخلص من مصادر المشتتات الخارجية بما في ذلك إشعارات البريد ومواقع التواصل وغرف الدردشة ومجموعات النقاش.
والخطوة الثالثة التركيز على شيء واحد في وقت واحد.
والخطوة الرابعة هي أن تعيش اللحظة وتتوقف عن التفكير في الماضي أو المستقبل.
والخطوة الخامسة هي التدرب على ممارسة التفكر والتأمل فقد أكدت الدراسات العلمية أن الأشخاص الذين يمارسون التأمل أكثر قدرة من غيرهم على ممارسة التركيز.
والخطوة السادسة هي أخذ استراحات قصيرة لشرب القهوة أو التأمل والعودة إلى ممارسة التركيز.
والخطوة الأخيرة الاستمرار في التدرب على التركيز، فامتلاك مهارة التركيز لا يحدث بين ليلة وضحاها ولكنه يحتاج إلى صبر ومصابرة.