إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

تحديد الهدف الاستراتيجي
 تناولنا في المقالات السابقة التخطيط الاستراتيجي والتحليل الاستراتجي الذي يعد الخطوة الأولى في هذا التخطيط، وبعد التحليل تأتي مرحلة تحديد الهدف الاستراتيجي. وتحديد الهدف يتبلور في الأساس من ثقافة الفرد في الحياة وتصوره لوجوده ودوره في هذه الحياة ' الرؤية والرسالة'، وفي ضوء هذا الدور يستكشف الإنسان قدراته ويعمل في مرحلة التحليل الاستراتيجي على تحليل البيئة الداخلية والخارجية، ولأن التخطيط الاستراتيجي قد يكون طويل الأجل ( لثلاث سنوات وأكثر) أو قصير الأجل من سنة إلى سنتين فإننا نقتصر هنا في الحديث عن هدف استراتيجي شخصي لتخطيط قصير الأجل لمدة سنة ميلادية واحدة، وبناء على رؤيتك الطويلة المدى والتي ترتبط برسالتك في الحياة وتنطلق من قيمك وأحلامك الكبرى تأتي الخطوة الثانية في تحديد الهدف الاستراتيجي المفترض تنفيذه خلال العام الجديد.
 وتبدأ هذه الخطوة بعد فرز عوامل القوة والضعف والفرص والمخاطر التي تم تجميعها في خطوة التحليل فنضع لكل عامل قوة يرتبط بفرصة خارجية هدفاً استراتيجياً إيجابياً يعتمد منطق المبادرة، ولكل عامل قوة داخلي  يرتبط بتحدي خارجي نضع هدفاً يبحث عن نقطة الضعف في التحدي الخارجي والنفوذ من خلالها لتحقيق الهدف الاستراتيجي، ولكل عامل ضعف يرتبط بفرصة خارجية نضع هدفاً يعتمد على عامل بديل عن عامل الضعف لاستثمار الفرصة الخارجية، ولكل عامل ضعف يرتبط بتحدي أو خطر خارجي نضع هدفاً استراتيجيا دفاعياً، وفي حالة تعدد أهدافك الإستراتيجية وشعورك بضرورة الاستغناء عن بعضها يجب أن تفرز أهدافك وتعطي درجات لكل هدف تقيس فيها مستوى رغبتك بتحقيق هذا الهدف والفرصة المتاحة لتحقيقه والقدرة الداخلية على انجازه، وقم باختبار الأهداف ذات الدرجات العالية والتقدير المرتفع.
 وبعد اختيار الهدف الاستراتيجي تأتي مرحلة الأهداف الصغيرة والتنفيذ وسنتحدث عنها في المقال القادم بإذن الله.