تحدثنا في مقال الأمس عن أهمية التخطيط الاستراتيجي مع وداع عام واستقبال عام جديد. وكما أشرنا في مقال الأمس أننا نتحدث هنا عن التخطيط الاستراتيجي الشخصي وليس المؤسساتي، وأشرنا بالأمس إلى أن أول خطوة من خطوات التخطيط الاستراتجي الشخصي أو المؤسساتي تبدأ بالتحليل الاستراتيجي.
ونتحدث اليوم عن مفهوم التحليل الاستراتيجي الشخصي فالتحليل الاستراتجي الشخصي يعتمد على أربعة محاور رئيسية: المحوران الأولان يتعلقان بالذات والأخيران يتعلقان بالبيئة الخارجية.
وفي محور تحليل الذات واستكشافها نحتاج إلى فرز عوامل القوة والضعف، ويمكنك إعداد قائمتين وتخصيص جلسة تأمل للتفكير بنقاط قوتك ونقاط ضعفك خلال العام الماضي وأسرار بعض مواقف النجاح التي أنجزتها وكذلك الإخفاقات والقدرات التي تشعر أنك لم تستثمرها بعد. ويمكنك أن تستعين بصديق أو خبير ليخبرك ببعض جوانب تميزك إذا كنت تعاني من تبخيس الذات أو عقدة الدونية فمن يعانون من تبخيس الذات لا يستطيعون التعرف على قدراتهم الحقيقية فيحتاج هؤلاء إلى صديق موثوق أو خبير نفسي لمساعدتهم على استكشاف عوامل قوتهم، وتحتاج في نفس الوقت إلى استكشاف عوامل الضعف التي يمكن التغلب عليها في خطتك الجديدة في سبيل تحقيق أهدافك.
وفي التحليل الاستراتيجي لا يصح إغفال البيئة الخارجية وعند تحليل البيئة الخارجية ينبغي التركيز على عنصرين أساسين هما الفرص والمخاطر، ويمكن تحليل الفرص والمخاطر من خلال تحليل الموارد المادية المتاحة واستقرار البيئة السياسية والبيئة القانونية ومدى حاجة الآخرين إلى الأهداف التي ستعمل على تحقيقها.
ونتوقف في المقال القادم بإذن الله حول الحاجة إلى تحديد الهدف الاستراتيجي.