المسلمون اليوم في أمس الحاجة للالتفاف حول أي دعوة إيجابية للتوحد واتخاذ مواقف قوية لمناصرة قضايا المسلمين والمستضعفين في ظل الحالة البائسة التي وصلت إليها الأنظمة في التخلي عن قضايا المسلمين مقابل صفقات اقتصادية وسياسية أو نتيجة الرضوخ للضغوط الخارجية وما يتعرض له المسلمون في كشمير وبورما و أقلية الإيغور في الصين وما تتعرض له القضية الفلسطينية من صفقات ومؤامرات آخرها التخطيط لنقل السفارة البرازيلية إلى القدس وما يحدث في سوريا واليمن وليبيا، كل هذه الأحداث تؤكد أن الجامعة العربية أصبحت جثة هامدة ولا تتحرك إلا للنكاية بالدول الإسلامية ومحاربة مطالب الشعوب العربية التي تتطلع إلى الحرية والديمقراطية.
وتكفي تصريحات أمين الجامعة العربية الأخيرة المعادية للربيع العربي لفضح غربة هذه الهيئات عن تمثيل طموحات وخيارات شعوبنا العربية والإسلامية، وما يقال عن الجامعة العربية يمكن أن يقال عن منظمة التعاون الإسلامي. ولعل قمة كوالالمبور الإسلامية تنجح في التحرك في الاتجاه الصحيح لنصرة القضايا الإسلامية.
ويظهر من تصريحات الداعي إلى القمة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الحرص على نجاح القمة بتحديد موطن الداء في الركون على غير المسلمين في الانتصار لقضايا الإسلام والتغلب على ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم.
وحسب رويترز فإن القمة ستبحث النزاعات طويلة الأمد بإقليم كشمير والشرق الأوسط والصراعات في سوريا واليمن ومحنة المسلمين الروهينغا في ميانمار، ومعسكرات اعتقال المسلمين الإيغور بالصين – وحسب هذه الأهداف لم يكن هناك أي مبرر لتعمل بعض الدول العربية والإسلامية على إفشال هذه القمة والتحريض على مقاطعتها فإذا كنا عاجزين عن الانتصار لقضايا المسلمين فلماذا لا نترك المجال لغيرنا فهذه سنة الله في الاستبدال'وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم'.