تحتفي الأمم المتحدة اليوم باليوم العالمي للغة العربية، ويتمحور احتفاء اليونسكو هذا العام باللغة بالعربية حول الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية وتعزيزها.
وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة. ولم تنل اللغة العربية هذه المكانة العالمية المرموقة بفضل جهود أبنائها العاقين، بل بكفاءتها الذاتية وكونها اللغة التي تحدث الله من خلالها للبشرية في العهد الأخير والكتاب الذي تكفل الله بحفظه وأنزله ' بلسان عربي مبين'.
ويكفي لإدراك جحود أبناء هذه اللغة العظيمة للغتهم أن ندرك اليوم أن هناك أكثر من مليار مسلم بحاجة إلى تعلم اللغة العربية لأنها لغة دينهم ومع ذلك لا يتكلمون العربية، ولو أضفنا هذا العدد الضخم إلى أعداد الناطقين بالعربية لأضاف ذلك زخماً كبيراً لهذه اللغة.
ومن علامات الجحود أن يأتي الزائر العربي إلى مدن عربية إسلامية ويجد نفسه غريب الهوية واللسان ويجد الناطقين بغير العربية يفوق الناطقين بالعربية، ولا أدري لماذا لا نشترط على العمالة الأجنبية إجادة اللغة العربية كما تشترط ذلك بعض الدول الأوربية والكثير من دول العالم.
وبمناسبة الاحتفاء هذا العام باللغة العربية والربط بينها وبين الذكاء الصناعي نطرح تساؤلاُ أخيراً: هل ستخرج فعاليات الاحتفاء بتوصيات عملية تستثمر الذكاء الصناعي في تعميم العربية؟ وهل يمكن استثمارها للحفاظ على الثراء اللغوي في المفردات العربية والذي يجعلها تأتي في مقدمة لغات العالم بعدد المفردات التي تجاوزت الاثني عشر مليون مفردة؟