يولد الطفل على فطرة الإبداع وأبواه يطوران هذه الفطرة أو يساهمان في قولبتها ووأدها، ومن الأهمية بمكان أن يتدرب الأبوان على كيفية الرعاية العقلية والنفسية للطفل التي تساعد على تنمية ملكة الإبداع والتعرف على خصائص النمو واحتياجات كل مرحلة عمرية، فالقدرات الإبداعية لدي الأطفال تكون في مرحلة الذروة في الطفولة المتوسطة والمتأخرة، وإذا لم تستثمر هذه القدرات في وقت مبكر يصعب استدراك ذلك في مراحل لاحقة ومع عصر الإنترنت والثورة المعلوماتية، فإن تحجج الوالدين بجهلهما بأساليب التربية الإبداعية غير مقبول ولا سيما مع وجود برامج تعليمية للتدريب على الإبداع يمكن للوالدين متابعتها وتطبيقها على الأبناء فضلاً عن أهمية أساليب التربية العامة في تنمية الثقة بالنفس والاستقلالية والشعور بالمسؤولية والتربية بالحب والحنان، فهذه الأساليب العامة متعددة الفوائد، ومن فوائدها تحفيز الطفل على الإبداع بتوفير المناخات الأسرية الإيجابية.
وقبل كل شيء على الوالدين الشعور أنهم يشكلون خلية من خلايا المجتمع الإسلامي الكبير، وأن الأمة بحاجة إلى كل مبدع، وأنهم مسؤولون أمام الله في تطوير قدرات الإبداع عند أطفالهم. ولابد أن تتعاون الأسرة مع المدرسة والنوادي الثقافية على صناعة بيئة إيجابية للتحفيز في الإبداع، وأن تعمل كل مؤسسة على تكميل جهود المؤسسة الأخرى.