يتقادم الإيمان في قلب المؤمن مع الانهماك في الممارسات اليومية والغفلة عن الذكر ونسيان استحضار الآخرة، ويحتاج المؤمن بين الفينة والأخرى إلى تجديد الإيمان في قلبه.
وجاء في الحديث' ”إِنَّ الإِيمَانَ لَيخلق فِي جَوْفِ أَحَدكُمْ كَمَا يَخلقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا الله أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ '، ومن هنا تأتي أهمية المحطات الإيمانية للتذكير وتقييم الذات ومحاسبتها وتصحيح المسار وإنعاش الإيمان حتى يتدفق من جديد في الدورة الدموية، فيأتي العمل مصدقاً لما وقر في القلب، ويشرق الإيمان القلبي على السلوك الخاص والعام فيستنير به المؤمن ويضيء به حياته و حياة الآخرين 'أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها'.
ومن محطات تجديد الإيمان الصلوات الخمس، فأداء هذه الصلوات بقلب خاشع يفجر ينابيع الإيمان في القلب فتتوهج الروح بنور الإيمان الذي يثبت المؤمن على طريق الاستقامة وينهاه عن الفحشاء والمنكر ' وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ' ومن وسائل تجديد الإيمان في القلب الإنفاق في سبيل الله، فالمؤمن كلما أنفق من ماله تذكر أن المال مال الله وأن مآلنا جميعاً إلى الله.
والإنفاق يطهر النفس من مرض الشح ويجعلنا نشعر بالامتنان وراحة الضمير عند تقديم المساعدة للمحتاجين، فيتخفف القلب من عوالق المادة وتشرق الروح مرة أخرى وتعانق السماء. وبالحرص على الذكر القلبي واللساني تتجدد قنوات الاتصال الإيماني بالله وتشرق من جنبات القلب الذاكر أنوار الطمأنينة' ألا بذكر الله تطمئن القلوب' .