إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

كيف نواجه التنمر الإلكتروني
 يوماً بعد آخر نتجه أكثر نحو عصر الذكاء الاصناعي، ونغرق أكثر فأكثر في محيط  الحياة الرقمية التي تتغلغل في حياتنا وحياة أولادنا و تتطور باستمرار ونحن نلهث وراء كل جديد مستهلكين لا منتجين. 
و مع انهماكنا في البحث عن فوائد هذا العالم الرقمي  تتسلل الأضرار الجانبية إلى بيوتنا وتطارد فلذات أكبادنا كالأشباح المرعبة في غفلة من مراقبتنا، وقد سبق لنا الكتابة حول ظاهرة التنمر الالكتروني وخطرها على الأبناء. 
ونعود اليوم لتأكيد الحديث حول أهمية التربية على الأمن المعلوماتي والتربية الإعلامية والرقمية التي يجب أن تشترك فيها الأسرة مع المدرسة لضمان سلامة الأبناء والحفاظ على البيئة الرقمية الآمنة. 
و التنمّر الإلكتروني حسب جامعة تولاني 'نوع من أنواع التنمّر يحدث عبر الوسائط الرقمية، وتشمل هذه الوسائل بصورة أساسية شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج الدردشة ومواقع الألعاب. 
كما أن التنمّر الإلكتروني كثيراً ما يكون مجهولاً، فضلاً عن أنه قد يحدث ضمن المجموعات أو بين الأفراد' و تشير الدراسات الميدانية إلى أنه  ينتشر  في أوساط الفئة العمرية التي تتراوح بين 9 و 14 عاماً، وأن الفتيات أكثر عرضة لهذا التنمر من الأولاد كما تشير الدراسات إلى وجود عدة أنواع للتنمر منها التنمّر عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتحرش والتهديد والإقصاء. 
ولمواجهة هذه الظاهرة ينصح الخبراء  بمراقبة الأب المستمرة لتصرفات الابن وملاحظات أي مشاعر قلق أو اكتئاب أو خوف يحاول أن يخفيه الابن وإشعار الابن بالأمان وتشجيعه على الحديث. 
وفي هذه المرحلة يجب مراعاة عدم إشعار الابن بأن الكشف عن أي مشكلة تواجهه ستؤدي إلى حرمانه من استخدام بعض الأجهزة حتى لا يتعمد الكذب وإخفاء ما يتعرض له. ويمكن في حالة احساسك أن الابن يخفي عنك شيئاً الخروج معه في نزهة قصيرة إلى الحديقة أو أي مكان خاص يساعده على البوح لك ويجعله يشعر بالاطمئنان. 
ويجب على الأب أن يقوم بتوعية الأبناء بصورة استباقية حول المخاطر المحتملة لظاهرة التنمر وكيف يجب أن يتصرفوا معها وأهمية إبلاغ الأب من أجل التعاون في مواجهتها وتعليم الطفل كيفية حجب وحظر من يضايقه وكيفية تأمين حسابه في حالة اختراقه. 
وإذا كان المتنمر من أشخاصٍ معروفين يجب الإبلاغ عنهم إلى الجهات المختصة ولا سميا إذا كانوا من نفس مدرسة الطفل أو الحي الذي يعيشون فيه. وفي جميع الأحوال يجب أن يسارع الأب عند معرفة المشكلة وتحديدها إلى استشارة المتخصصين في مراكز الإرشاد والدعم التربوي لعرض الحالة والحصول منهم على الإرشادات المناسبة في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة لأن مظاهر هذه الظاهرة تتعدد ولا يمكن وضع وصفة واحدة لجميع الحالات.