توقفنا في مقالات سابقة أمام بعض الأدعية النبوية التي تساهم تحرير الإنسان من العادات والمشاعر السلبية، ومن يتأمل هذه الأدعية وجميع الأدعية التي أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بترديدها في كل صباح ومساء سيكتشف أسرار هذه الأدعية وتأثيرها العميق في شخصية الإنسان وكيف تساعد على تحرير الإنسان من الطاقة السلبية.
فبعضها يشيع في النفس الرضا ' رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا،،،' وبعضها يعمق مشاعر الامتنان ويحررها من مشاعر الحسد' اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر' ومع قراءة الفاتحة وآية الكرسي تسبح النفس المؤمنة بعظمة الله وتطلب منه الهداية إلى الصراط والمستقيم والاعتصام بالعروة الوثقى والخروج من الظلمات إلى النور. و من أدعية الصباح والمساء ما يحررك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والاستسلام لمشاعر القهر والخوف.
وبالاستغفار يتحرر الجسم من الطاقة السلبية للمعاصي، و قراءة المعوذتين مع الاستعاذة بالله من شر ما خلق وكل ما يجلب الضرر، كل تلك الأدعية تشيع في النفس الإحساس بقوة اللجوء إلى الله و الثقة بالله وتشحذ العزيمة على الانطلاق الإيجابي في ميادين الحياة المختلفة.
والمهم أن يعيش المسلم هذه الأدعية بمشاعره وجوارحه ولا يرددها فقط بلسانه بصورة روتينية دون استيعاب للمعاني ودون الإحساس الوجداني الإيماني الذي يساعدنا على تذوق الكلمات والحياة في أجوائها الروحية. ومن يعش هذه الأجواء يجد لذة لا تقارنها أي لذة في الحياة.