في المرحلة الأولى من مراحل التعليم يتعلم الطفل ليقرأ ثم بعد ذلك يقرأ ليتعلم، ومن المناسب جدا في هذه المراحل التعليمية أن يرتبط هذا التعليم لمهارات القراءة بتحبيب الطفل بالقراءة العامة، لأن إيجاد الشغف بالقراءة واستثارة حب الإطلاع يعمل على تنمية الدافع الداخلي للتعلم ويمنح التعلم المعنى المطلوب للتحفيز، فكيف نحبب القراءة في نفوس الأطفال منذ الصغر؟
في البادية نؤكد أن فاقد الشيء لا يعطيه فإذا كان المربي لا يشكل القدوة المناسبة لتحفيز ابنه على القراءة فإنه سيحرمه من الوسيلة الأولى للتربية على القراءة وهي وسيلة التربية بالمحاكاة والقدوة، فإذا كان يجسد القدوة الحسنة في الحرص على القراءة، ينبغي عليه ان ينقل هذه العادة إلى أبنائه بشراء القصص المصورة الهادفة والمشوقة للأطفال منذ بداية تعلمهم أبجديات القراءة مع القراءة لهم لتحقيق أكثر من هدف، فنحن بهذه الطريقة نحفزهم على القراءة ونعلمهم مهارات القراءة الصحيحة وندمجهم في بيئة حب القراءة والحياة معها.
ومع التركيز في السنوات الأولى على الكتب المصورة ننتقل في المرحلة الثانية إلى إنشاء مكتبة خاصة بالطفل، واصطحاب الطفل إلى المكتبات ودور النشر ومساعدته على اقتناء الكتب الخاصة بتنمية مهاراته والتي تتعلق بمجال اهتمامه.
ومن المهم في هذا الصدد ترك الحرية للطفل لاختيار الوقت المناسب للقراءة وعدم ممارسة أي نوع من أنواع الإكراه حتى لا نقتل الدافعية الداخلية.
وهناك الكثير من أساليب التشويق الحرة التي تستطيع كل أسرة ابتكارها للتحفيز على القراءة، ويمكن أن يشارك الأطفال باقتراح وسائل تشجعهم على تخصيص وقت أكبر للقراءة .