إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

كيف تتغلب على الطبع السيئ وتتطبع بالأحسن
يقولون في الأمثال أن الطبع غلب التطبع، والحقيقية أن هذا المثال لا ينطبق إلا على خائري العزائم أصحاب الهمم الواهنة الذين لا يجد الناظر لهم عزماً في النهوض إلى المعالى. 
فكل طبع في الغالب نحن نتطبع عليه وقد تشارك البيئة من حولنا في هذا التطبيع، ولهذا أكد الله سبحانه وتعالى أن الإنسان لديه القدرة على التغيير نحو الأفضل عندما يغير تصوراته الداخلية السلبية إلى تصورات إيجابية 'إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ' ولكي تحفز عزيمتك على تغيير طبعك السلبي يجب أن تتظافر المعرفة مع الإرادة، فلا يكفي مجرد النفور من الطبع السلبي ولا مجرد الرغبة في تغييره دون تعميق الوعي بسلبيات هذا الطبع ومحاولة التعمق في معرفة أسباب تطبعك عليه وكيف ترسخ في حياتك حتى تستطيع أن تقتلعه من الجذور 'ألا من تاب و آمن و عمل صالحا فؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات'.
 وبعد تعميق الوعي بأسباب الطبع السيئ  وجذوره العميقة وسلبياته وبعد اتخاذ القرار بتغييره استخدم عبارات إيجابية في تشجيع نفسك على التخلص من هذا الطبع، وينصحك الخبراء باستخدام جملة ' لن أفعل كذا وكذا بدلاً من استخدام جملة لا استطيع فعل كذا وكذا. 
وينصح الخبراء أيضا عند اعتزامك تغيير طبع ما أن تجري بعض التغيير في روتينك اليومي فهذا يساعد على دعم ثقافة التغيير في بيئتك الداخلية، فقد كان الصحابة إذا أسلم أحدهم غيّر كل شيء حتى مربط فرسه. 
وخلال هذه الفترة حاول الابتعاد عن الأصدقاء الذين يتوافقون مع طبعك السيئ ويحبون عاداتك السيئة، ولَك في قصة قاتل المائة نفس موعظة. 
واحرص على استبدال الطبع السيئ بالطبع الجيد والتمرن على التطبع عليه واستحضار إيجابياته مع مكافأة نفسك عند تحقيق أي تقدم. وما نود التنبيه عليه في الأخير عدم الابتئاس بحدوث أي انتكاسة والعودة مرة أخرى إلى الطبع السيئ ومقاومة هذه الانتكاسة وإعادة محاولة التخلص منها حتى تنتصر عليها، فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ققال:'كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون'.