حين نقول أن العمل عبادة فإننا ندرك أن العلاقة بالعمل لا تتوقف على الرزق المادي الذي نجنيه، و إنما هناك علاقة قلبية عاطفية تنتج رزقا من نوع آخر، رزق شعوري. فحب العمل والرغبة في ممارسته حاجة حيوية وضرورية لسعادة العامل ورب العمل ولنجاح العمل وتطوير مردوديته، وعندما يمارس العامل عمله وهو لا يرغب بممارسته ينعكس ذلك سلباً على سعادته وكفاءته الإنتاجية، فكيف نستعيد العلاقة الحميمة بالعمل؟.
بتتبع نصائح الخبراء فإن حبك لعملك يجب أن يصل إلى المرحلة التي تجعلك مستعداً للمغامرة والتضحية في سبيله، ولكي تستعيد علاقتك الحميمة بالعمل عليك أن تتذكر ما تؤكده الدراسات العلمية أن الشباب العاطلين أكثر عرضة للاكتئاب ومحاولة الانتحار. فالعمل يجعلك سعيداً أو على الأقل يجعلك أقل تعاسةً. ومن جانب آخر تؤكد الدراسات العلمية أن العمل يعمل على تحسين صحة العامل، وأن معدلات الأمراض والوفيات تتزايد عند من يحالون إلى التقاعد ولا يبحثون عن عمل بديل لتقضية الوقت.
وفي سياق آخر تؤكد بعض الدراسات أن العمل يعزز إبداعية العامل وقدراته الابتكارية ولا سيما عندما يحب عمله، فمن يحب عمله يصبح العمل بالنسبة له وسيلته للتسلية والترفيه عن نفسه.
كما تؤكد الدراسات أن النجاح المهني في أعمالنا يؤدي إلى السعادة، وهذا رزق مميز يدرك لذاته من استمتع في عمله.
وبعد استعراض هذه الدراسات فليس أمامك غير الانهماك في العمل بمحبة وصدق ومحاولة كسر الحياة الروتنية التي تسبب لك الملل والسأم بتنمية علاقاتك الودية بزملاء العمل وتنظيم بعض البرامج الترويحية مع تعميق الإيمان بأن العمل عبادة وأنك تعيش من خلال عملك في معية الله الذي أمرك بالعمل ووعدك بفلاح الدنيا والآخرة.