لا نجاح حقيقي يأتي على طبق من ذهب وبدون مكابدة الصعاب واحتمال المكاره والمثابرة مع المصابرة والمجاهدة مع الاجتهاد في إعمال الذهن للحصول على الفهم العميق للواقع والتخطيط السليم لتحقيق الأهداف.
فالعسر الذي الذي نتحمله في بذل الجهد مقرون باليسر الناتج عن تحقيق الهدف' فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا' وفي الحديث ' واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً' فالجهد الدائم في البحث عن الصواب والعمل وتصويب المسارات يفضي إلى التقدم الدائم في تحقيق النجاح.
وتجارب الفشل في هذا الطريق هي دروس عملية وعلمية تؤكد أن المسلك الذي سلكته لا يؤدي إلى الغاية التي قصدتها، ولابد أن تسلك مسلكاً آخر، أو تغير طريقة السلوك ، أو تتحين الوقت المناسب إذا كانت المشكلة في الزمن.
وفي جميع الأحوال فإن القلب المنطلق إلى منصة النجاح يجب أن يكون عامراً بالإيمان بالله وقضائه وقدره والتوكل عليه والإيمان الجازم أن بعد العسر يسرا، وأن من فاتته نتيجة الصبر والمصابرة في الدنيا سيجدها أمامه في الحياة الحقيقية الأبدية وهناك يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب. فليشرح المؤمن صدره بوعد الله مهما ألمَّت به ظروف الدهر، وليعلم أنه كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه.
نسأل الله أن يلهمنا الصبر وأن يعجل لنا بكل يسر وأن يأتينا في الدنيا حسنة وأن يوفينا يوم القيامة أجرنا بغير حساب.