يشكو بعض أولياء الأمور من عدم تحمس الأبناء لمساعدة الوالدين في الأعمال المنزلية وما يتعلق بها من واجبات خارج المنزل، والحقيقية أن هذه الشكوى تعكس في جوهرها نظرة الوالدين للعمل، فالوالدان اللذين ينظران للعمل باعتباره عبء يجب أن يساهم الأبناء في تحمله يعكسان صورة سلبية عن العمل تنتقل إلى الأبناء الذين يستثقلون بعد ذلك القيام بهذه الأعباء، وعلى عكس الآباء الذين ينهمكون في الأعمال المنزلية وهم يستمتعون بهذه الأعمال، ولهذا يعتقد بعض أولياء الأمور أن السبيل الوحيد لدفع الأبناء للمشاركة في العمل يتمثل بالإغراء أو الضغط عليهم تحت التهديد بالعقاب، وهذا التصور يتجاهل أن الأبناء مفطورون على حب المشاركة في العمل، وقد أكدت الدراسات الحديثة أن اكتشاف هذه الفطرة في الرغبة بالعمل وحسن التعامل معها يدفع الأبناء للعمل بحماس كبير في مساعدة والديهم في الأعمال المنزلية، وأن الأبناء في الظروف الطبيعية يجدون ذاتهم في إنجاز هذه الأعمال ويحققون من خلالها وجودهم الاجتماعي.
ولا يفسد هذه الفطرة إلا النظرة السلبية عند الآباء أنفسهم إلى العمل والتي تتسرب بطريقة لا شعورية إلى الأبناء.
و تؤكد الدراسات أن التلويح دائماً بالحديث عن الثواب والعقاب عند طلب المساعدة يعزز هذه النظرة السلبية عند الأبناء، وأن مجرد إشعار الأطفال بحاجتنا إلى المساعدة و السماح لهم بتقديم هذه المساعدة بدون توجيه الأوامر يحفز الأطفال على تقديم المساعدة بحماس ونشاط وحيوية.
وأشارت الدراسات إلى أن تقديم المكافأة على هذه المساعدة يقتل الحافز الذاتي عند الطفل لأنه يفهم أن المكافأة شرط لتقديم المساعدة.