تبدأ في هذه الأيام التي تصادق النصف الأخير من فصل الخريف المرحلة الانتقالية من الأجواء الدافئة إلى الأجواء الباردة بصورة تدريجية، ويعاني البعض في فترات التحولات المناخية والتغيرات المفاجئة من تدهور في الصحة النفسية وتعكر في المزاج قد تتطور في بعض الحالات وتتحول إلى حالة من الاكتئاب والقلق الذي يطلق عليه الخبراء اسم القلق المناخي. ومع أن الجمعيات العلمية للطب النفسي لا تصنف القلق المناخي كمرض نفسي إلا أنها تؤكد على أضراره السيئة على الصحة النفسية. وإذا كان البعض يربط بين ظاهر القلق المناخي وارتفاع درجة الحرارة مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن البعض الآخر تنتابهم مشاعر الاكتتئاب مع دخول فصل الشتاء ضمن متلازمة تغير الفصول الموسمية. والحقيقة أن الاستسلام لمشاعر الاكتئاب عند تغير المناخ هي من علامات الضعف النفسي، لأن الإنسان مزود بقدرة عالية على التكيف والتأقلم. ولتحقيق التكيف نحتاج إلى الاستعداد المبكر لأي فصل أو تغيير مناخي مع التخطيط الجيد لكيفية الاستمتاع به وزيادة الإنتاجية بطرق تتلاءم مع طبيعة التغير المناخي، فكل تغير مناخي يحمل معه فرصاً للإنجاز تختلف عن الفصول الأخرى. فمع دخول فصل الشتاء يكون الإنسان في العادة أكثر نشاطاً ويقضي وقتاً طويلاً في المنزل فمن المهم التخطيط لاستثمار هذا النشاط وهذه الوفرة في الوقت لإنجاز واجباتنا وتطوير أنفسنا.