هل يشعر أبناؤنا بحبنا لهم؟
وهل نحرص على التعبير لهم هن هذا الحب بأشكال مختلفة؟
لا شك أن بعض الآباء يفعلون ذلك وربما يبالغ بعضهم في التعبير عن حبه إلى مرحلة التدليل المفسد؟
ولكن الكثير أيضاً لا يجيدون هذا التعبير؟
أو لا يفضلون التعبير عن هذه العاطفة لأبنائهم، ويحرصون على إظهار الصرامة وفرض الهيبة على الأبناء ضمن تقاليد تقدر هذه التراتبية في العلاقات الاجتماعية.
و يعمل بعض الآباء على إيصال رسائل سلبية إلى أبنائهم بتوجيه النقد الجارح والحزم الزائد الذي وإن كان يعبر عن محبة خفية وحرص حقيقي على مصلحة الابن إلا أن الأسلوب يشعر الابن بأنه عرضة لمشاعر الكراهية والازدراء من والديه.
وحتى لو كان في الابن ما يبرر هذا النقد كالتأخر الدراسي أو بعض السلوكيات غير المرغوبة فإن معالجة هذه السلوكيات بالتندر والسخرية والحدة في الغضب لا يؤدي إلى حل، بل ويفاقم شعور الطفل بالوحدة والإحساس بالنبذ الأسري.
ومن هنا تأتي أهمية الحديث عن ضرورة التعبير عن حبنا لأطفالنا حتى في حالة غضبنا منهم وانزعاجنا من بعض تصرفاتهم.
يجب أن يفهموا أن انزعاجنا وغضبنا بسبب حبنا لهم وحرصنا على مصلحتهم وأننا لسنا خصوماً لهم.
ومن وسائل إشعار الأبناء بحبنا لهم مناداتهم بأحب الأسماء إليهم، والإشادة بإيجابياتهم والحديث عنها بحضورهم وغيابهم، والاستماع إليهم والتواصل معهم كما شرحنا ذلك في مقالات سابقة.
ومن الوسائل العملية في التعبير عن الحب للأبناء: التعامل معهم كأصدقاء، وعندما تلتقي بضيوفك أو أصدقائك وأنت برفقة أحد الأبناء قم بتعريف صديقك على ابنك ومستواه الدارسي وايجابياته، وكذلك عندما نلتقي بأصدقاء الأبناء يفضل أن نطلب منهم تعريفنا عليهم.
ومن وسائل التعبير عن الحب الاستخدام الإيجابي للهاتف الذكي ومواقع التواصل في التواصل العاطفي كالاتصال هاتفيا بهم قبل العودة إلى المنزل وإخبارهم عن شوقنا إليهم و إرسال رسائل التعبير عن الحب عبر مواقع التواصل والتحيات الصباحية، وتقبيلهم قبل النوم، ومساعدتهم في ترتيب أغراضهم. ومما يمكن أن نختم به حديثنا التأكيد على أن القلب العامر بالحب عندما يتخذ قراراً بالتعبير عن هذا الحب سيجد ألف طريق وطريق لفعل ذلك والمحذور فقط هو تحول هذا الحب إلى نوع من الإفراط في التدليل الذي يقوي اعتماد الابن على أبيه ويضعف استقلالية الابن ويخلق عند الأبناء نزعات أنانية ويضعف روح تحمل المسؤولية.