يشكو الكثير من الآباء من عدم إصغاء الأبناء إليهم، ولو سألناهم هل يصغون هم إلى أبنائهم يستغربون من طرح سؤال كهذا، وكأن الأصل أن يكون الأب أو الأم قناة اتصال إرسالي في اتجاه واحد لا مساحة فيها لأي تفاعل من الطرف الآخر غير الاستجابة لمضمون الرسالة وتطبيق الأوامر بصورة آلية.
والواقع أن الكثير من مشكلات عدم إصغاء الأبناء إلى الآباء يعود لعدم إصغاء الآباء إلى أبنائهم بصورة جيدة وكيف سيتعلم الأبناء مهارة الإصغاء السليم وهم لا يجيدون من يصغي لهم ويتعلمون منه مهارات الإصغاء الجيد، وعندما نجيد الاستماع إلى أبنائنا ستقل شكاوى عدم استماعهم لنا، ولهذا ينصح الخبراء عند الحوار مع الأبناء بالحرص على الإصغاء الجيد إليهم بالتواصل البصري بالنظر إلى عين الابن والتواصل الجسدي باللمسات الحانية أثناء الإصغاء إليه والتربيت على ظهر الابن ورأسه والتواصل الشفهي بالتعليق على كلامه بعبارات تؤكد أنك تسمع ما يقول وتشجعه على متابعة الكلام والتواصل الإشاري بهز الرأس وحركات الأيادي المناسبة وغيرها من الإيماءات مع الابتسام الدائم.
ولخص لانبك بعد الاستماع إليه ما فهمته من كلامه واسأله هل هذا هو المقصود؟ وعبر له عن رأيك وأخبره ما الذي تستطيع القيام به لمساعدته وما المطلوب منه. بقي أن أنبه على أمر مهم جداً في واقعنا الحالي، وهو أن تضع الهاتف جانباً إن كنت حريصا على الإصغاء لابنك، فقد أصبح الهاتف من منغصات التواصل بعد أن كان أداة للتواصل. إن الإصغاء الجيد إلى الأبناء من أهم المهارات التربوية للتعرف على طريقة تفكير الأبناء وكيفية التعامل معهم، فهل نجيد الاصغاء إلى أبنائنا؟.