تتنوع صعوبات التعليم عند الأطفال وتشمل جميع المهارات المعرفية والوجدانية والاجتماعية، وترتبط بجميع مجالات الحياة، ولا تقتصر على مشكلات التواصل اللفظي أو التعثر في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية.
ورغم توفير فرص تعليم متكافئة وجيدة للأبناء فقد تلاحظ الأسر وجود صعوبات لدى بعض الأبناء في التواصل اللفظي أو مهارات القراءة والكتابة والمهارات الحسابية ومهارات التكيف الاجتماعي، فما دور الأسرة في مواجهة هذه الصعوبات؟
أول واجب على الأسرة عند ملاحظة صعوبات التعلم عند الطفل رغم حصوله على تعليم جيد هو اعتبار الظاهرة ظاهرة طبيعية تحتاج إلى جهد خاص من أجل معالجتها، والبحث بعد ذلك عن الأسباب بالتشخيص السليم وقد تحتاج الأسرة إلى فحص طبي للطفل لوظائف الدماغ والتأكد من سلامة الطفل الجسدية من أي مرض ينعكس بصورة سلبية على قدراته العقلية والفحص النفسي في مراكز الإرشاد النفسي والتربوي مع اختبار القدرات المعرفية للطفل في المراكز الخاصة باختبار المهارات المعرفية التعليمية عند الأطفال.
وهناك مراكز متخصصة في صعوبات التعليم تقدم دورات لأولياء الأمور في كيفية التعامل مع الأبناء ذوي صعوبات التعلم.
وبعد التشخيص تبدأ الأسرة في معالجة الأسباب سواء بالمعالجة الطبية في المراكز الصحية عند اللزوم أو بالمتابعة التربوية.
وعلى سبيل المثال فإن الوالدين ينصحان في التعامل مع مشكلة التشتت وضعف التركيز عند الطفل بتكليف الطفل بروتين يومي في المنزل يساعده على التركيز، والمهم هنا أن يتصف الوالدان بالصبر والنفس الطويل ولا يظهران للطفل أنه يشكل مشكلة وعبء على الأسرة، وأن لا يستعجلا النتائج ويمارسا التشجيع المستمر للطفل وإشعاره أنه لا يختلف عن الآخرين، وأنه يحتاج فقط لبذل المزيد من الجهد في التركيز والمثابرة حتى يستطيع تحقيق النجاح.