الحاجة إلى مهارة التركيز حاجة ماسة لأنها تعني قدرتنا على التحكم والسيطرة على تفكيرنا وتوجيه التفكير والجهد نحو أهداف نختارها بدقة حسب أولوياتنا والنجاح في تحقيق الأهداف.
وتزداد أهمية الحاجة إلى مهارة التركيز في عصرنا الراهن مع كثرة المشتتات الذهنية التي تستهلك الوقت والطاقة وتعبث بحياتنا في عصر التكنولوجيا الرقمية وتعدد قنوات التواصل.
والتركيز على الهدف في حياتنا والابتعاد عن المشتتات يعني السير على الصراط المستقيم وعدم إتباع السبل المشتتة التي تنحرف عن الهدف 'أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ' والنجاح في تحقيق أهدافنا في الدنيا والآخرة يستلزم التركيز على السير في الصراط المستقيم نحو أهدافنا، فالخط المستقيم هو أقرب مسافة بين نقطتين'وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ'.
وما أكثر السائرين في هذه الحياة بدون هدف أو وجهة أو رؤية يستهلكون حياتهم في التوافه اليومية والبحث عن التسلية وتسجية الوقت ويتسكعون في دروب الحياة دون وجهة أو قصد، لأنهم افتقدوا إلى بوصلة التربية الحكيمة التي كان لقمان الحكيم يعلمها لابنه' واقصد في مشيك' واقصد فعل أمر من القصدية في السير والحركة المقصود لتحقيق قصد وهدف محدد والحركة القصدية تقتصد الوقت والجهد. فكيف نتعلم التغلب على المشتتات وتصويب حركاتنا نحو غاياتنا وأهدافنا ؟
هذا ما سنتطرق إليه في مقالة قادمة بإذن الله.