في المحيط الأسري الذي يحتضن الطفل في سنواته الأولى يتعلم الطفل التواصل اللغوي ويستكشف المفردات الجديدة ويضيفها إلى قاموسه الشخصي ويستخدمها في التعبير عن احتياجاته وفي تعامله مع أقرانه، فما هو دور الأسرة في تنمية الذكاء التواصلي اللغوي للأبناء؟ في واقع الحال جميع الأسر تمارس أدوراً في تنمية الذكاء اللغوي بصورة تلقائية وعفوية، وما نحتاج إليه هو توجيه هذا الجهد بطرق ذكية وعلمية لخدمة الذكاء اللغوي.
ومن هنا تأتي أهمية الإصغاء إلى أسئلة الأطفال والإجابة عليها لتعليم الأطفال فن الحوار وأهمية طرح الأسئلة على الأطفال حول الألوان والأحجام والأشكال والجهات التي تحيط بهم لتنمية مفرداتهم اللغوية وأهمية تشجيعهم على قراءة القصص الهادفة او القراءة لهم وحفظ آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية وأناشيد هادفة، وأهمية أن نطلب من الأطفال أن يسردوا خلاصة للقصص والحكايات التي يسمعونها ونطلب منهم التعبير عن أنطباعاتهم عند زيارة حديقة أو أي مشهد و وصف ما يعجبهم وما لا يعجبهم.
وعندما يمتلك الأطفال القدرة على الكتابة يفضل أن نطلب منهم عند مطالبتهم لنا بشراء أي شيء كتابة رسالة طلب للوالدين يذكرون فيها الشيء الذي يريدونه ومبررات طلبهم له والفوائد التي ستعود عليهم من هذا الشيء، وكذلك عند تقديم الطفل لأي شكوى يفضل بعد الاستماع إليه أن نطلب منه كتابة الشكوى.
ومن الطرق التي تساعد على تنمية الذكاء اللغوي شراء الكتب المصورة التي بدون تعليقات لنطلب من الأطفال كتابة التعليقات المناسبة على الصور، وينبغي في هذه المرحلة عدم التركيز بصورة كبيرة على الأخطاء الإملائية والنحوية أو نقد الأفكار حتى لا يتسبب ذلك بنفور الأطفال من الكتابة.
ويمكن لتنمية قدرات الأطفال على الكتاب استثمار مواقع التواصل الاجتماعي لطرح الأسئلة على الأبناء وطلب الإجابة عليها، والدردشة معهم ولو كانوا في القرب. وفي جميع الأحوال فإن الاهتمام الموجه لتنمية الذكاء اللغوي سيرشدنا إلى اكتشاف الكثير من الأساليب في تنمية هذا الذكاء من البيئة المحيطة بنا.