كل منا لديه عادات يجد صعوبة بالغة في تجاوزها وأحياناً يبدد الكثير من الجهد في مقاومة هذه العادات دون جدوى. والدراسات الحديثة تؤكد أن بعض العادات السيئة تحمل مؤشرات جيدة على الذكاء والإبداع، وبدلاً من استهلاك الوقت في مقاومة هذه العادات يمكن التفكير في الاستفادة منها. ومن هذه العادات على سبيل المثال عادة السهر ليلاً، فقد أكدت بعض الدراسات أن هذه العادة قد تكون من علامات الذكاء المرتفع، وإذا كانت هذه العادة غالبة عليك حاول الاستفادة منها في استغلال أوقات الليل في القراءة والإنتاج الفكري وممارسة الأعمال التي يمكن القيام بها في المنزل ومن أجل هذه الأعمال العبادة بقيام الليل أو تلاوة القرآن، فالتفكير في استغلالك الايجابي لعادتك السيئة يكون أحيانا أكثر واقعية من تبديد الجهد والوقت في محاولة التخلص من العادة. ومن العادات السيئة عدم قدرتك على ترتيب مكتبك وأشياءك وسيطرة الفوضى على حياتك، فهناك من يتغلب على هذه العادة ببذل بعض الجهد ولكن البعض يجد صعوبة بالغة في التخلص من الفوضى المحيطة به، وفي هذه الحالة يجب التفكير في الجانب الإيجابي لهذه العادة السيئة فهناك دراسات تؤكد أن الشخصيات التي تحيط بها الفوضى وتعجز عن ترتيب الأشياء والحاجيات في أماكن محددة شخصيات تفكر خارج الأنساق والقوالب الجامدة ولديها استعداد للتحرر من التقاليد الروتينية، وأن هذه الشخصيات تعطي أولوية لقضايا أكثر أهمية وتتعلق بالمعنى والجوهر أكثر من الشكل و المظهر، وبناءً على ذلك لا داعي لتبديد الجهد في سبيل التحرر من مثل هذه العادة، إذ يمكن استثمارها في الإبداع والانهماك في القضايا الجادة، ويمكن الاستعانة بالاخرين في ترتيب حاجياتك. ولا يعني ذلك الدعوى إلى الفوضى و السهر والاستسلام لهذه العادات ولكن طاقات الناس تتفاوت فهناك من يستطيع مقاومة هذه العادات ببذل الجهد والتكرار، وهناك من يضيع وقته سدى في محاولة التخلص منها وعندما يدركه العجز يشعر بتأنيب الذات والفشل، والخطاب في المقال لهذا الصنف لكي يتصالح مع ذاته ويدرك أن بعض السلبيات لها جوانب إيجابية عليه أن يعرف كيفية توظيفها التوظيف الأمثل.