احتفل العالم يوم أمس بيوم المعلم، ويتحول الاحتفاء به في عالمنا العربي إلى مجرد مواساة باهتة تعكس الواقع التعيس الذي يعيشه المعلم العربي.
ففي الوقت الذي يبلغ فيه مرتب المعلم في بعض الدول المتقدمة على أول السلم الوظيفي في أول سنة تدريس و بدون خبرة سابقة إلى 73 ألف دولار سنويا لا يصل مجموع المرتب السنوي للمعلم في بعض الدول العربية إلى ألف دولار ولا سيما الدول التي تعيش حروب داخلية.
و لا تظهر أي دولة عربية ضمن الدول الأعلى في مرتبات المعلمين على مستوى العالم بما في ذلك دولنا النفطية.
ولا يعتبر التقدير المادي هو المشكلة الوحيدة – على أهميتها- التي تواجه المعلم العربي، فهناك أيضا مشكلة التقدير المعنوي لرسالة المعلم، فالمجتمع لا ينظر لمهنة المعلم بنظرة الإجلال التي تستحقها هذه المهنة الجليلة القدر، وينظر بإجلال إلى مهن أخرى لا تقارن بمكانة وأهمية مهنة ورسالة التعليم، ولعل ذلك مرتبط أيضاً بالنظر إلى القيمة المادية التي تعود بها مهنة التعليم على المعلم، فالتقدير الاجتماعي للمهن في الغالب يتربط بالعائد المادي من المهنة.
وتأتي السياسات الحكومية التسلطية لتحول البيئة التعليمية إلى بيئة طاردة للكفاءات والمواهب ومحاربة للإبداع فتكثر ظاهرة العقول المهاجرة من ميدان التعليم إلى مهن أخرى، أقل مشقة وأكثر ربحية وتحضى بتقدير إجتماعي أكبر.
كل هذه الظواهر بحاجة إلى إعادة النظر فجميع الخبراء يؤكدون أن المعلم هو حجر الزواية في أي إصلاح تعليمي، وإذا لم نضع في اعتبارنا الواقع المادي والمعنوي للمعلم العربي فإن الواقع التعليمي سيظل يراوح مكانه بل قد يسير من سيئ إلى أسوأ، الأمر الذي يستلزم وقفة جادة من جميع المعنيين بإصلاح التعليم.