يبذل الكثير من الآباء الكثير من الجهد في تربية أبنائهم التربية السلمية، ولكن ذلك لا يضمن أن تأتي هذه التربية بثمارها الإيجابية لتدخّل عوامل عديدة في التأثير على سلوك الأبناء منها ظاهرة التنمر المدرسي يتأثيراتها السلبية على الأطفال صحياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً، وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف الأطفال في العالم تعرضوا مرة واحدة على الأقل للتنمر خلال المرحلة المدرسية.
ولا تبذل الكثير من المدارس الجهد الكافي لمنع هذه الظاهرة، الأمر الذي يستلزم تيقظ الأسرة لهذه الظاهرة واتخاذ إجراءات خاصة لحماية الأبناء منها. وتبدأ هذه الإجراءات بالتعرف على علامات تعرض الطفل للتنمر كالعلامات الجسدية، أثار دكمات أو خدوش، والعلامات العملية كتهرب الطفل من الأنشطة المدرسية وابتعاده عن الاصدقاء والتجمعات واهمال مظهره وواجباته المدرسية وعدم التحمس للذهاب نحو المدرسة، وزيادة حالة القلق والخوف والعصبية لدى الطفل. وعند ملاحظة أي علامة يجب الحرص على الهدوء وعدم المبالغة في ردة الفعل وتشجيع الطفل على الحديث بصراحة وتطمينه أن الكلام سيكون في مصلحته ولن يسبب له أي أضرار، ونشرح للطفل أنه لا يتحمل مسؤولية ما يتعرض له حتى لا يفرط في لوم نفسه ولا يشعر أن الذنب ذنبه ويتأكد أننا نقف معه، وبعد الاستماع إلى طبيعة التنمر، يجب إراشاد الطفل إلى الكيفية المناسبة في الرد بالتجاهل والإعراض عن المتنمر والحرص على التواجد مع الأصدقاء وإبلاغ المدرس والإدارة في حالة تكرار أي تنمر عليه.
وتشجيع الطفل على ربط علاقات مع الاصدقاء الجيدين والتعاون معهم في مواجهمة مثل هذه الظواهر دون التورط في الدخول معهم بمهاترات كلامية أو اشتباكات. ويمكن تدريب الطفل على بعض فنون الدفاع الجسدي عن النفس لحالة الاضطرار، ومن المهم متابعة الطفل بعد التوجيهات والتأكد من عدم تكرار الظاهرة واللجوء في حالة التكرار إلى زيارة المدرسة وطرح المشكلة على الإدارة والتخاطب مع الطالب المتنمر أو طلب ولي أمره، والتهديد بتبليغ الشرطة.
والأفضل أن يكون ذلك آخر المعالجات والاعتماد على تطوير القدرات الذاتية للطفل على حماية نفسه لتنمية ثقة الطفل بنفسه وقدراته.