أكّدنا في مقال الأمس أن تحسين مهاراة اتخاذ القرارات من المهارات التي يمكن تطويرها بالتدرب والتكرار والمثابرة، وأن هذه المهارة وثيقة الصلة بجميع جوانب حياتنا.
وبقي أن نؤكد اليوم أن عملية اتخاذ القرار تعني اختيار بديل واحد من بدائل متعددة على معايير محددة يستحضرها صاحب القرار بسرعة بداهة أو بتفكير عميق في حالة الحيرة، أو في حالة كون القرار قرار مصيري يترتب عليه أشياء مستقبلية استراتجية.
واتخاذ القرار الصائب يستلزم تطبيق خطوات التفكير العلمي بتحديد المشكلة التي تريد معالجتها من خلال اختيارك لبديل محدد، وحصر جميع البدائل المتاحة، واختبار صلاحية كل بديل لتحقيق أهدافك باستعراض سلبيات وإيجابيات كل قرار واستشارة أصحاب الخبرة والاعتماد على المعطيات المنطقية في تحديد عوائق او مميزات أي قرار والاستماع إلى حدسك الداخلي وعواطفك.
ونشير هنا إلى أهمية عدم التسرع في اتخاذ القرار مع أهمية التحلي بروح المبادرة والمخاطرة وتجنب روح المحاذرة الزائدة عن اللزوم.
وعند اختيار البديل يجب اتخاذ القرار بشجاعة وحزم وتحمل مسؤوليته ومتابعة تنفيذه بجدية وعدم الخوف من الفشل، وتقبل النتائج برحابة الصدر وبخطة طوارئ للانتقال إلى بديل آخر، ومن المهم الإشارة إلى أن أهم ما يجب أن تضعه في حسابك عند اتخاذ القرار المناسب هو أهدافك، وقيمك قبل التفكير بالسهولة أو الصعوبة أو المخاطر المحتملة فكلما كان البديل أكثر تحقيقاً لأهدافك و أكثر علاقة بقيمك كان اختياره أسلم وأصوب، وبعد ذلك يأتي تقييم العوائق والصعوبات. ونشير هنا إلى أهمية استشعار التوكل على الله والثقة بالله بعد بذل الجهد في التفكير والمقارنة بين الخيارات وتطبيق سنة استخارة الله عند اختيار البديل الراجح.